بقلم سعيد بنيس
أضحت البيئة الرقمية موقعا لانتشار ثقافة الكراهية بين رواده بفعل إمكانية البوح والتعبير عن الآراء التي يُتيحها، والتي لا يستطيع الفرد أن يعبر عنها في العالم الواقعي.
يتحول الفضاء الافتراضي أحيانا إلى بؤر للتوتر الرقمي، حيث تسود من خلاله حروب ذات طبيعة هوياتية وأخرى لغوية وأخرى دينية …، تتحول إلى ضرب من ضروب العصيان يمكن توصيفه بالعصيان الافتراضي.
وإذا انتقل هذا الصراع إلى العالم الواقعي، فإن الأمر سيكون خطرا للغاية. وكمثال لهذا الصراع يمكن سرد لا للحصر النعوت القدحية المتبادلة بين الناطقين بالأمازيغية والناطقين بالعربية، والحروب” الدائرة بين أنصار فرق كرة القدم أو التعبيرات الديجيتالية المعادية للإسلام أو المدافعة عنه أو التدوينات التمييزية ضد المرأة أو النزوعات القدحية بين المنتمين لجهات ترابية مختلفة …
من هذه الزاوية يمكن استنتاج أن الفضاء الرقمي تحول من فضاء للانفتاح والتداول والتسامح والتعايش والعيش المشترك إلى جسر ووعاء لانتعاش ثقافة العنف الديجيتالي وخطاب الكراهية والاكزينوفوبيا والإقصاء والتنافر الوطني.