الواجهةمجتمع

في غياب فضاءات عائلية… مواطنو خريبكة يلجؤون للطبيعة المفتوحة للترفيه

سليم لواحي من خريبكة

في مشهد بات مألوفًا خلال عطلات نهاية الأسبوع، تتحول المساحات الخضراء المفتوحة على هوامش مدينة خريبكة إلى فضاءات مؤقتة للترفيه العائلي، حيث يفترش المواطنون الأرض ويلجؤون إلى العراء هربًا من ضغوط المدينة، وفي غياب شبه تام للبنيات التحتية الترفيهية المخصصة للعائلات.

تُظهر الصورة الملتقطة مؤخرًا عددًا كبيرًا من الأسر الخريبكية وهي تنتشر على رقعة خضراء عشوائية، مكونة بذلك لوحة بشرية تجمع بين البساطة والحاجة. يجلس البعض على كراسي بلاستيكية، بينما يكتفي آخرون بفرش أغطية بسيطة على الأرض، في مشهد يعكس غياب الحدائق العمومية المنظمة وفضاءات اللعب والراحة.

ويعزو كثير من السكان هذا السلوك إلى الفراغ المؤسساتي في مجال الترفيه العائلي، وندرة المرافق الثقافية والرياضية والبيئية بالمدينة، مما يدفع بالعائلات إلى البحث عن بدائل عشوائية، رغم ما قد تحمله من مخاطر أو انعدام للسلامة.

يقول أحد المواطنين:”نبحث فقط عن لحظة هدوء، عن فسحة نخرج فيها أطفالنا من ضيق الجدران. لم نعد نطلب الكثير، فقط فضاء نظيف وآمن نقضي فيه بضع ساعات”.

إن هذا المشهد العفوي يوجه رسالة واضحة إلى الجهات المسؤولة، مفادها أن حاجة المواطن للترفيه والراحة ليست ترفًا، بل ضرورة اجتماعية ونفسية. فمدن مثل خريبكة، برغم وزنها الصناعي والاقتصادي، ما تزال تعاني من هشاشة واضحة في بنياتها الاجتماعية والثقافية.

فهل يتحرك المجلس الجماعي والجهات المنتخبة للاستثمار في الإنسان، عبر توفير فضاءات لائقة تُعيد للمدينة توازنها، وتمنح للأسرة الخريبكية حقها في الترفيه والكرامة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى