مجتمع

وادي زم: مؤسسات التعاون الوطني…أية آفاق؟؟

المقال المغربي من وادي زم

منذ أن وقعت عدد من الجمعيات اتفاقية الشراكة مع مندوبية التعاون الوطني من أجل المساهمة في تسيير عدد من المؤسسات التابعة للتعاون الوطني، كانت تمني النفس أن تدفع بأن تلبي احتياجات مرتفقيها بما تملك من تجارب، وما راكمته من خبرات في مجال اشتغالها لتقاسمها مع ذات المؤسسة الوطنية بما يخدم نزلاء ومستفيدي تلك الدور والمراكز .

غير أن واقع حالها الذي باتت عليه الآن بعد استنفاذ صرف جل المنح التي قدمت من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لمجالس تدبيرها، والتي لم يكن تقديمها بشكل منتظم، في غياب موارد دخل مقنعة لتلك الجمعيات الشريكة ولمجالس التدبير، التي وجدت نفسها رهينة لدفتر تحملات مجحف جدا تجاه العمل التطوعي، الذي تقوم به هذه الإطارات حيث وجدت نفسها تؤدي أعمال (السخرة ) لدى التعاون الوطني (هز لوراق جيب لوراق..) دون أن يسمح لها بإمكانية القيام بخلق أنشطة اقتصادية داخلية من شأنها أن تساهم في الرفع من قيمة هذه المؤسسات، التي أصبحت الآن مفلسة بسبب نفاذ الدعم المالي عنها، إذ لازالت مستخدمات ومستخدمو دور الطالبة والخيرية الإسلامية بدون مستحقات منذ شهور، والعدوى باتت وشيكة القرب من المراكز الاجتماعية ونظيراتها.

يقع هذا كله في غياب المندوب الإقليمي، الذي بقي مقعده شاغرا منذ سنة تقريبا من تنقيله، تاركا وراءه مشاكل لاحصر لها بسبب دفتر تحملات يقال أنه هو من وضع بنوذه، فجعل تلك الجمعيات في موضع (الحراسة) على المؤسسة والورشات التي تسيرها دون أن يكون لها دور فعال أكثر مما رسم لها تحت مسمى التكوين والتأطير .

ويبدو أنه من بين الأخطاء، التي تم ارتكابها، حسب تصريح أحد الشركاء، هي عدم إشراك الجمعيات قبل تجهيز تلك المراكز، وتجاهل استشارتها من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والتعاون الوطني حول الكيفية التي ستشتغل بها في تلك الورشات، ونوع التجهيزات اللائقة والمفيدة، بالإضافة إلى أن كثيرا منها لا يلائم عددا من تخصصات تلك الجمعيات، أو أصبح متجاوزا أو لايساير متطلبات الشغل، إذ وجهت انتقادات لأحد المراكز التي تدير إحدى ورشاتها جمعية متخصصة في ميدان الطهي الاحترافي، حيث لم تجد ما تشتغل به من تلك المستلزمات الضرورية سوى أشياء غير مفيدة، وهو ما جعلها تلتجئ إلى ممتلكات أعضائها الشخصية من أجل إنجاح الورشة.

هي أسئلة عديدة وجب فتحها الآن لنفض الغبار عن كيفية تمرير صفقات تجهيز ورشات تلك الدور والمراكز في غياب رأي الجمعيات المختصة ؟؟؟ ثم هل سيقطع مجيء المندوب الإقليمي الجديد للتعاون الوطني مع ماضي سلفه، ويقوم بوضع الأمور في إطارها الصحيح أم أنه سيحدو حدوه ولا يكلف نفسه زيارة تلك المؤسسات إلا لتفقد أشغال ترميم أو بناء ؟؟؟
وقبل نهاية هذه الأسطر…بلغنا أن ثلاثة من أعضاء الجمعية الخيرية الإسلامية المسيرة لدار الاطفال بوادي زم قدموا استقالاتهم بعد تفاقم مشاكلها المادية بسبب قلة الدعم والموارد المالية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى