نورالدين ثلاج – المقال المغربي
قلما تجد مفتشا تربويا متفهما ومتسامحا مع تقصير بعض رجال ونساء التعليم في أداء واجبهم(هن) المهني، حيث يحول السواد الأعظم من أطر هيئة التفتيش بعض الهفوات إلى قضية تربوية، ويسارعون إلى تحرير تقارير ترفع إلى الوزارة الوصية، بمبرر الحرص على جودة التعلمات المقدمة للمتعلمين والمتعلمات، وحماية المدرسة العمومية من أساتذة وأستاذات يستهترون بمهنة الرسل، حسب زعمهم.
فبعد ارتكان هيئة التفتيش لصف “كم حاجة قضيناها بتركها”، بعدم انخراط رجال المراقبة والتأطير والتفتيش في الإضرابات التي تطالب بإسقاط النظام الأساسي الجديد، والرفع من الأجور، اختاروا مرة أخرى لزوم الصمت أمام عبث الوزارة ببرمجتها حصصا الدعم التربوي بالمؤسسات التعليمية خلال العطلة البينية، مجسدين مقولة “من لزم الصمت نجا”، معلنين عن قصد أو عن غير قصد مشاركتهم في تخريب المدرسة العمومية، واضعين مصداقيتهم على المحك بسبب هذا الصمت غير المبرر وهم الحريصون على مراقبة ما يقدم من معارف وتعلمات للنشء، في وقت يقيمون الدنيا ويقعدونها إذا ارتكب رجال ونساء التعليم هفوة وإن اختلفت درجات حداها.
إن ما تجود به علينا الصفحات الرسمية للمديريات الإقليمية من صور لعمليات الدعم، يختبر من جهة شعارات الوزارة الداعية إلى حماية الحياة الشخصية للتلاميذ، ومن جهة ثانية هيئة التفتيش والتأطير التربوي، ويلزمها بالتحرك لتحصين المدرسة المغربية من غرباء جلبتهم جمعيات إلى الفصول، وكذلك طلبة كليات علوم التربية والمدارس العليا للأساتذة.