بقلم : طالب باحث في شعبة القانون
عندما نلقي نظرة على الجامعة المغربية اليوم، نجد أنها أصبحت كالمرآة التي تعكس واقعاً مؤلماً ومخيباً للآمال بالنسبة للعديد من الأساتذة والطلبة. فالوضع الحالي للجامعة يشير إلى تدهور ملحوظ في الجودة والمعايير الأكاديمية، ما يثير القلق والاستياء بين الأوساط الأكاديمية.
ما يقوله الأستاذ سعيد بنكراد، أستاذ السيميائيات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، لا يمكن تجاهله. فقد وصف الوضع بأن الجامعة أصبحت إعدادية، حيث يقوم الأساتذة بتقديم مواد قديمة ومنتهية الصلاحية، دون أن يتم اعتماد معايير أكاديمية صارمة. وهذا يعني أن المؤسسة التعليمية العليا لم تعد تلعب دورها بشكل فعّال في تقديم تعليم متميز ومنافس عالمياً.
بالإضافة إلى ذلك، تشير تصريحات بنكراد إلى انهيار مؤسسة الشعبة واختفاء الحرم الجامعي كما كان، مما يعني فقدان الهوية والقيم التي كانت تميز الجامعة في الماضي. كما أن الترقي في الجامعة أصبح مرتبطاً بعوامل أخرى غير الجودة الأكاديمية، مما ينتج عنه تفاقم الوضع وتراجع مستوى التعليم والبحث العلمي.
على الرغم من هذا الوضع المأساوي، إلا أن هناك بعض الأساتذة الذين ما زالوا ملتزمين برسالتهم التعليمية والبحثية، ويسعون جاهدين لتقديم تعليم محترم وإشعاع معرفي يخدم المجتمع المغربي . ومع ذلك، فإنهم يواجهون صعوبات كبيرة في مواصلة عملهم بسبب الظروف السيئة التي تعيشها الجامعة.
في الاخير، فإن تصريحات سعيد بنكراد تكشف عن واقع مرير يعاني منه القطاع التعليمي في المغرب، وتستدعي إعادة النظر في السياسات التعليمية والإصلاحات اللازمة لتحسين الوضع وإعادة بناء الجامعة على أسس صحيحة تضمن جودة التعليم والبحث العلمي.