نورالدين ثلاج – المقال المغربي
زيّن كتاب: الرواية والحدود: من التقاطبية الثقافية إلى الفضاء الثقافي”، خزانة الناقد الدكتور عبدالرزاق المصباحي، وهو كتاب يختبر إجرائيا المداخل التي اقترحها المصباحي في كتابه ” النقد الثقافي: قراءة في المرجعيات النظرية المؤسسة”.
ويروم الكتاب الجديد، الصادر عن دار الرحاب الحديثة بلبنان، فتح أفق جديد في الجانب الإجرائي للنقد الثقافي، وآمل أن يكون مفيدا للباحثين في هذه المجال النقدي والمعرفي المعقد.
وحمل ظهر غلاف الكتاب كلمة تبحث عن الغاية من الاجتهاد في صناعة الحدود واصطناع الكراهيات ونسج الفضاءات والأمكنة والرقع الجغرافية التي ننتمي إليها بفائض التمثيلات الثقافية التي تنطلق من مرجعيات عرقية أو لغوية أو دينية لمنعه عن الآخر المختلف، متسائلا أيضا عن الغرض من التطرف أحيانا في اصطناع أساليب متنوعة في النسخ والإقصاء، تصل حد الحجر أو التصفية، وكذا عن سبب عجز الأفراد وحتى المؤسسات أحيانا عن تغيير تلك التمثيلات التي تمنع بناء “الفضاءات الثقافية” أو فضاءات الهجنة، بالإضافة إلى السؤال عن كيفية تجاوز صناعة “الحدود التطهيرية” الرقعات الجغرافية الواقعية، لتتخذ أشكالا متنوعة في “الفضاءات السيبرنيطيقية” تصل حد صناعة “الفضاءات القيامية” المنبئة عن تحولات قيمية وسلوكية كبرى”
ويقول عبدالرزاق المصباحي:” يجمع هذا الكتاب (352 صفحة) بين إنتاج المفاهيم الإجرائية انطلاقا من المرجعيات النقدية المؤسسة للنقد الثقافي، وخاصة المفاهيم الإجرائية: التقاطبية الثقافية، والحدود التطهيرية، والفضاء الطاهر، وبين الجانب الإجرائي بتقديم قراءة ثقافية متجددة من حيث مفاهيمها وآلياتها في روايات عربية تنتمي إلى جغرافيات تخييلية متنوعة (المغرب، الجزائر، الكويت، فلسطين، والسودان) وإلى حساسيات فنية وثقافية مختلفة (كلاسية، تجريبية، رواية السايبربنك، والرواية الديستوبية…)، مع التنويع في المنظورات النقدية وفق ضوابط تراعي هذه الحساسيات التي ينتمي إليها النص الروائي المُقارب.”