شابات وشبان، قاصرات وقاصرون، مراهقات ومراهقون، ” بالعلالي” وأمام المارة وحتى أمام مجالس الأسر والعائلات، بلا حشمة ولا حياء، يتبادلون القبل، يجالسون بعضهم البعض بطرق ينذى لها الجبين، في الجهة الأخرى أسراب من الدراجات النارية تزرع الرعب، أصحابها من المراهقين حولوا هذا المتنفس إلى سباق للموت…حتى الأطفال الصغار لم يحلموا قط بلحظات جميلة وسط هذا الفضاء الذي صرفت عليه الملايين، قبل أن يتحول إلى محج لهؤلاء…تلك هي الصورة التي يبدو عليها محيط الخزانة البلدية قبالة مقر عمالة إقليم سطات…
عائلات وأسر ، ارتأت هجرها، أمام هؤلاء المراهقين الذين اتخذوا من أشجارها وزواياها مجلسا بمواصفات مخلة بالآداب وتخدش الحياء….حتى صار شعار المارين بجانبها “اللهم إن هذا لمنكر…أين أنتم أيها المسؤولون؟
يكاد اللسان يعجز عن التعبير لحجم الصور القاتمة الواردة من قلب حديقة عمومية، التي أضحت من المنتجعات الرئيسية بمدينة سطات، تقصدها الأسر السطاتية ومعها زوار المدينة للتمتع بمياهها المنعشة وازهارها الزاهية وفضائها الخلاب، قبل أن تتحول إلى مكان للنفورا، إذ لاتخلو أي شجرة أو زاوية إلا وبها مشاهد تثير الاشمئزاز، ناهيك عن سباق الموت للعديد من مراهقي الدراجات النارية الذين لايحلو لهم التنقل إلا على رصيفها وساحاتها مخلفين الرعب في صفوف الأطفال الصغار.
فإلى متى ستستمر هذه المشاهد المسيئة لقيمنا ومبادئنا وتتنافى وديننا الحنيف؟ وهل سيستيقظ ضمير الجهات المعنية للعمل على اعادة الروح لهذا المرفق الحيوي من جديد وبالتالي القضاء على مثل هذه المشاهد المقززة التي تخدش الحياء؟ وما هو موقف المدافعين عن الحريات الشخصية؟ وما هو رأيهم عندما تنتهك حريات الآخرين؟