أمكار عصام
رد خفيف على صاحب مقال كلنا إسرائيليون
في مقال بعنوان:”كلنا إسرائيليون”، دافع الشرعي على الاحتلال الإسرائيلي، وأكد شرعية الهجوم على قطاع غزة متهما فصائل المقاومة الفلسطينية بأنها إرهابية منافحا عن خيار بعيد عن ثقافة المغرب والمغاربة، الذين خرجوا في مسيرات عفوية بالآلاف منددين بالهجوم الهمجي على قطاع غزة وقتل الآلاف وآخرها الهجوم على مستشفى المعمداني الذي راح ضحيته أزيد من 500 شهيد.
فهل أصبح الشرعي يفهم أكثر من المغاربة ومن الدولة ومن المجتمع الذي يعتبر قضية فلسطين قضية وطنية، أم أنه كتب المقال بناء على قناعة راسخة لديه بأن إسرائيل هي الضحية وفصائل المقاومة هي الجلاد؟؟.
لكن يمكن في هذا السياق أن نعتبر بأن الشرعي تجاوز كل الحدود، فقد بنى أطروحته على أساس أنه يملك صلاحية الخوض في أمور استراتيجية، ونسي أن الملفات الاستراتيجية مرتبطة بهرم سياسي يعود إلى قرون، وتمت إعادة تأسيسه بثورة ضد المستعمر معروفة عند الجميع بثورة الملك والشعب .
يجهل الشرعي أن العالم يعيش فترة حرجة مجهولة الاتجاه، تتوالى فيها الاضطرابات التي ستعصف بالتوازن الموروث منذ الحرب العالمية الثانية
وقع الشرعي في المحظور، ونسي أن المغرب يترأس لجنة القدس، وأن القول إنه إسرائيلي، فهذا يعني أنه يتجاهل الدور المحوري للدولة المغربية باعتبارها تضع أعقد الملفات في صدارة اهتمامها .
إن الشرعي يرمز لعقلية بائدة قطع معها المغاربة بعودة الملك الراحل محمد الخامس من المنفى، وحاول بعضهم إحياءها بالمؤامرات والمناورات، وكانوا يصابون بالهزيمة الساحقة.
هذه حالة تسيّب نراها بشكل مفضوح، أكد وجودها أحمد الشرعي، ووجب أن يُردّ عليها بكل قوة .
إن الشرعي مصاب بحالة عجز، عاجز أن يفهم معنى أن يكون المغرب رئيسا للجنة القدس، وعاجز أن يفهم معنى أن يشارك المغرب في حرب أكتوبر، وعاجز أن يفهم أن الدعم المغربي للفلسطينيين لن يتوقف، والفلسطينيون يعرفون هذا جيدا.
في الختام، يجب القول إنه من واجب الدولة إبعاد الأميين عن الضوء، حتى لا تنسب أميتهم السياسية إلى غيرهم، فيتعمم الاعتقاد أن هناك حالة ضعف تمس صلب الدولة .
وجب التأكيد أن من مصلحة جميع أطراف الصراع أن لا يتم اي تطبيع إلا بعد قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، لأن الدور المغربي لن يصبح مطلوبا إلا بعد الحل العادل، بسبب أن الديموغرافيا الإسرائيلية لا يمكن أن تصل إلى مستوى التوازن إلا بالمكون اليهودي المغربي. هذا الدور الاستراتيجي هو الذي يجب استحضاره، خاصة وأن للمغاربة بابا في القدس وللمغاربة حيا في القدس . ولا يليق بالمغرب إلا الأدوار ذات القيمة التاريخية .
لذا يجب إبعاد الشاردين عن هذا الملف، وإبعاد المستعجلين، وإبعاد المتسرعين، وتجار السياسة بالتقسيط .
أما بعد
إن القضية الفلسطينية والصراع المستمر في الشرق الأوسط من بين أكثر القضايا تعقيدًا وإشكالية على الساحة الدولية. وفي هذا السياق، أصبح قطاع غزة، القطاع الضيق والمكتظ بالسكان على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، موضوعًا لعدوان إسرائيلي متكرر، والذي يثير تساؤلات مستمرة حول تأثيره وحلول المستقبل .
وفي يوم 6 أكتوبر عام 2023، شهدنا عدوانًا إسرائيليًا جديدًا على قطاع غزة، والذي مازال مستمرا لحدود الساعة حيث قامت القوات الإسرائيلية بشن هجمات جوية وبرية عنيفة على المناطق السكنية في القطاع، مما أسفر عن عدد كبير من الضحايا ودمر البنية التحتية الحيوية ، تم من خلاله تسجيل الاف الوفيات والاف الجرحى بين المدنيين العزل الذين كانوا ولا يزالون يعيشون تحت وطأة الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة .
ويعد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين أطول احتلال في التاريخ الحديث، لقد ترك هذا الاحتلال آثارًا عميقة على حياة الفلسطينيين، بما في ذلك:
– فصل الفلسطينيين عن أراضيهم وممتلكاتهم .
– السيطرة الإسرائيلية على جميع جوانب الحياة الفلسطينية، بما في ذلك الاقتصاد والتعليم والصحة.
-تقييد حركة الفلسطينيين وحرية التعبير والتجمع .
– بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وفي غلاف قطاع غزة
لقاء الملك محمد السادس بكولن باول
في عام 2002 التقى الملك محمد السادس بوزير الخارجية الأمريكي آنذاك كولن باول وفي هذا اللقاء الملك باول بلهجة شديدة قائلا: ” لماذا أتيت إلى هنا ولم تذهب إلى القدس، وكان الملك في هذا اللقاء يحمل شارة ( كلنا فلسطينيون )،
لقد كان هذا اللقاء بمثابة رسالة واضحة من الملك للولايات المتحدة والمجتمع الدولي ، مفادها أن المغرب يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضالاته من أجل الإستقلال والحرية .
كان الملك يدرك أن الولايات المتحدة كانت تلعب دورًا مهمًا في عملية السلام، لكنه كان يشعر أن الولايات المتحدة لم تكن تفعل ما يكفي للضغط على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للوصول إلى تسوية، كما كان يعتقد أن الولايات المتحدة كان عليها أن تذهب إلى القدس، وهي رمز للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، للإشارة إلى التزامها بحل سلمي .
كان رد باول على سؤال الملك مترددًا بقوله إنه كان في المغرب لمناقشة مجموعة متنوعة من القضايا، بما في ذلك الصراع في الشرق الأوسط. لكنه لم يقدم أي التزامات محددة بشأن ما ستفعله الولايات المتحدة لوقف العنف .
بعد ذلك، في زيارة رسمية لجلالة الملك إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأمام الرئيس الأمريكي جورج بوش، خاطب الملك باول ممازحا ومعربا عن أمله بأن يكون باول “قد تعافى الآن من الصدمة التى انتابته” عندما التقيا فى مدينة اكادير .
كان هذا التصريح إشارة إلى أن الملك كان يعتقد أن باول كان قد تأثر بشدة بسؤاله المباشر. كان الملك يحاول أن يهدئ من مشاعر باول، لكنه كان أيضًا يؤكد على أهمية حل سلمي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي .
“قضية فلسطين هي قضية تجمع العالم بأسره، وتاريخها الطويل يمتد لعقود طويلة. إنها ليست قضية تقتصر على الفلسطينيين فقط، بل هي قضية تلمس قلوب وضمائر الناس في جميع أنحاء العالم الذين يؤمنون بقيم العدالة وحقوق الإنسان . إن فلسطين تمثل رمزًا للصمود والتحدي، حيث يواجه شعبها تحديات كبيرة وصراعات طويلة.
في هذا السياق، يجب أن نجد وسائل لدعم الشعب الفلسطيني في سعيهم المستمر لتحقيق حقوقهم الأساسية والعيش في سلام وأمان. هذا يتضمن دعم عمليات السلام والتفاوض، وتعزيز التعاون الدولي، والتأكيد على أهمية إيجاد حل ودائم . ويجب على المجتمع الدولي تعزيز الجهود من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة وإحلال السلام، حتى يتمكن الشعب الفلسطيني من العيش بكرامة وحرية دون قيود
يقول محمود درويش:
وأنت تعدّ فطورك، فكر بغيرك
لا تنس قوت الحمام
وأنت تخوض حروبك فكّر بغيرك
لا تنس من يطلبون السلام
وأنت تسدّد فاتورة الماء، فكّر بغيرك
من يرضعون الغمام
وانت تعود إلى البيت ، بيتك ، فكّر بغيرك
لا تنس شعب الخيام .