سليم لواحي ـ المقال المغربي
يعمل عمال المناولة والوساطة في المكتب الشريف للفوسفاط على دعم قطاع يعتبر من أهم دعائم الاقتصاد المغربي، إلا أنهم يواجهون العديد من التحديات والمشاكل اليومية.
وتتجلى أبرز هذه المشاكل في عدم الاستقرار في العمل، حيث يعاني العديد من هؤلاء العمال من عقود عمل غير مستقرة تجعلهم يشعرون بانعدام الأمان الوظيفي. هذا بالإضافة إلى الظروف المادية الصعبة، حيث تكون الأجور غالبًا منخفضة ولا تتناسب مع طبيعة الأعمال الشاقة، مع قلة توفر بعض الحقوق الأساسية مثل التأمين الصحي والضمان الاجتماعي.
تشمل التحديات الأخرى ظروف العمل التي قد تكون صعبة مثل التعرض لمواد كيميائية أو العمل في بيئات غير آمنة، مما يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض مهنية أو حوادث عمل. كما يفتقر الكثير من هؤلاء العمال إلى فرص التدريب والتطوير المهني، مما يقلل من فرصهم في تحسين مهاراتهم وزيادة فرصهم في الحصول على وظائف أفضل.
تؤثر هذه المشاكل على الصحة النفسية والاجتماعية للعمال وأسرهم، حيث يتسبب القلق المستمر بشأن المستقبل والشعور بعدم الاستقرار في ضغوط نفسية تؤثر سلبًا على جودة حياتهم واستمرارهم في العمل.
يمكن تقديم حلول متعددة لتحسين أوضاع هؤلاء العمال، بتحسين العقود لتكون أكثر استقرارًا وشمولية لحماية حقوق العمال، بالإضافة إلى زيادة الأجور لتتناسب مع الجهود المبذولة، فضلا عن تحسين ظروف العمل لضمان بيئة عمل آمنة وصحية، وتوفير برامج تدريبية مستمرة لتطوير مهارات العمال وزيادة فرصهم في الترقي.
فلا ماضي المكتب الشريف للفوسفاط ولا سياسته في تدبير الموارد البشرية ينفعان لحد الساعة في تطوير هذا المجال وتحسين وضعية هؤلاء العمال، يبقى السؤال مطروحا مع توفر كل إمكانات التكوين في شتى المجالات، وتوفر المكتب الشريف للفوسفاط على إمكانات مادية مهمة، متى سيتم اصلاح وضعية هؤلاء العمال ودمجهم في منظومة العمل بالشكل القانوني الذي يستحقونه ؟؟
يجب النظر بجدية إلى هذه القضايا واتخاذ خطوات فعالة لتحسين ظروف عمل هذه الشريحة المهمة من العمال، مما ينعكس إيجابيًا على القطاع ككل وعلى حياة العمال وأسرهم.