عالم التقنية

طائرات ركاب تطير أسرع من الصوت عام 2029

المقال المغربي – وكالات

تستعد شركة “يونايتد إيرلاينز” الأمريكية، لنقل الركاب على طائرات تطير أسرع من الصوت في عام 2029، ليس هذا فحسب بل وتعمل على وقود مستدام.

يخفض الوقود الحيوي المستدام من انبعاثات الغازات، وهو وقود سائل يجري إنتاجه من مواد نباتية، ويمكن استخدامه كمصدر محتمل للطاقة، بهدف تخفيف حدة تغير المناخ، نظراً لما يخلفه ذلك الوقود من انبعاثات كربونية أقل.

ولكي تحقق شركة الطيران الأمريكية “يونايتد إيرلاينز”، هدفها بشأن إنتاج هذا النوع من الرحلات، أبرمت عقداً مع شركة “بوم سوبرسونيك” لشراء 15 طائرة أسرع من الصوت تعمل على وقود مستدام، وستتمكن وفق مخططتها من نقل الركاب على متن هذه الطائرات اعتباراً من 2029.

يمكن للطائرات الأسرع من الصوت أن تطير من يوارك بالقرب من نيويورك إلى لندن في غضون ثلاث ساعات ونصف، بحسب الشركة الأمريكية (AFP)
والطائرات التي تعاقدت عليها شركة الطيران الأمريكية، وتطورها شركة “بوم سوبرسونيك”، تعرف باسم “أوفرتشر”، وهي طائرة ركاب تطير بسرعة 1.7 ماخ، أي ضعفي سرعة الصوت، بحيث يمكنها تسيير رحلات تستغرق نصف الوقت الذي تستغرقه رحلات اليوم. وتستطيع تلك الطائرات استيعاب بين 65 و88 راكباً.

لكن لا تزال طائرات “أوفرتشر” التي تعمل بنسبة 100% على وقود مستدام تواجه تحديات، إذ إنها لا تزال في مرحلة الإنتاج، وبحسب الشركة، تستخرج من خط الإنتاج في 2025، ويمكنها التحليق في عام 2026 وبحصولها على التراخيص اللازمة يمكنها خوض أول رحلة نقل للركاب في عام 2019

وحسب “يونايتد إيرلاينز” الأمريكية فإن الاتفاق الذي أبرمته مع “بوم سوبرسونيك” ينص على إمكانية أن تشتري 35 طائرة إضافية من النوع نفسه.

ويمكن للطائرات الجديدة الأسرع من الصوت أن تطير من يوارك الواقعة قرب مدينة نيويورك إلى العاصمة البريطانية لندن في غضون ثلاث ساعات ونصف، حسب ما كشفت عنه شركة الطيران الأمريكية.

ولم تذكر الشركتان “يونايتد” و”بوم” عن أسعار الصفقة التي عُقدت بينهما لكنهما كشفتا عن عزمهما تسريع إنتاج الوقود المستدام. كما وصفت الشركة الأمريكية تعاونها مع “بوم” بأنه “أحد عناصر استراتيجية الاستثمار الأوسع نطاقاً ليونايتد في التقنيات المبتكرة لإتاحة نقل جوي أكثر استدامة”.

من جهته قال بليك شول الرئيس التنفيذي لـ”بوم سوبرسونيك” إن هذه أول طلبية شراء تتم في العالم أجمع لطائرة أسرع من الصوت تعمل بوقود مستدام.

والشركة الأمريكية ليست الأولى في تصنيع هذا النوع من الطائرات، إذ سبقتها بريطانيا وفرنسا، عندما أدخلت طائرة الكونكورد الأشهر في تاريخ صناعة الطائرات الأسرع من الصوت عام 1976، ولكن جرى إلغاؤها وأعلن عن رحلتها الأخيرة من باريس إلى نيويورك، عقب سقوط واحدة منها في باريس عام 2000 ما تسبب في مصرع 113 شخصاً، إضافة إلى نفقاتها الباهظة.

وينتقد نشطاء الحفاظ على البيئة الطائرات الأسرع من الصوت، قائلين إنها تستهلك وقوداً أكثر من مثيلاتها ذات السرعات الأقل.

كما أن الوقود المستدام الذي من المفترض أن يسير رحلات الشركة الأمريكية، استخدم في 350 ألف رحلة جوية حول العالم حتى الآن، ويعتبر أغلى ثمناً ما بين مرتين وأربع مرات من الوقود العادي، حسب بيان صادر عن الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) في بيان أبريل/نيسان 2021.

ورغم تكلفة الوقود المستدام الباهظة يزداد إقبال الشركات والمطارات العالمية على استخدامه، إذ أعلن مطار هثيرو في بريطانيا، مايو/أيار الماضي استخدام وقود مستدام للطائرات للمرة الأولى في إطار الاختبار.

وإذا تمكنت طائرة “أوفرتشر” الأسرع من الصوت التي تصنعها شركة “بوم” من اجتياز اختباراتها والحصول على التراخيص اللازمة، ستصبح أول طائرة ركاب أسرع من الصوت تطير في العالم أجمع منذ آخر رحلة نفذتها طائرة كونكورد في 2003.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى