
نورالدين ثلاج -المقال المغربي
صدر للدكتور رشيد بلفقيه كتاب “بلاغة الخطاب المسرحي” إلى أعمال الدكتور رشيد بلفقيه، لينضاف إلى النص المسرحي “الكاتب: نزوة الخلق”.
يسعى الكتاب، الصادر عن دار الفنون والآداب للطباعة والنشر والتوزيع بالبصرة، إلى مدّ الجسور بين البلاغة التقليدية والخطاب المسرحي البصري، في محاولة لتجاوز ما يسميه المؤلف “القطيعة” بينكليات الآداب بمناهجها النظرية، ومعاهد الفنون المسرحية المنفتحة على التجريب والمقاربات البصرية.
يؤكد الدكتور بلفقيه في مقدمة كتابه، أن البلاغة الحديثة، بعد أن استعادت وظائفها الثلاث (الإبلاغ، الإقناع، الإمتاع)، انفتحت على أشكال تعبيرية متعددة، خاصة مع رواد مثل بارت، جينيت، بيرلمان، ريكور وغيرهم، إلا أن الخطاب المسرحي العربي ظل على هامش هذه التحولات، بسبب طبيعته البصرية المركبة.
لذلك، يأتي هذا الكتاب لسدّ فراغ معرفي ومنهجي، عبر توظيف علوم البلاغة الثلاثة – البيان والمعاني والبديع – في تحليل عروض مسرحية معاصرة، بغرض كشف المعاني المضمرة والأبعاد الإقناعية والإبلاغية الكامنة في الأداء الركحي.
يطمح هذا العمل، كما يوضح المؤلف، إلى أن يكون مدخلاً علمياً لتأويل الخطاب المسرحي البصري باستخدام أدوات بلاغية ذات جذر لغوي خالص، في أفق توسيع آفاق الدراسات الأدبية لتشمل النصوص متعددة الوسائط.