ياسين شريحي – المقال المغربي
سال لعاب المتعة والفرجة في دور المجموعات للجمهور المغربي، في بطولة العرب المقامة بقطر، وظننا أننا قد حصلنا على منتخب محلي قوي قادر على أن يحُلّ مكان المنتخب الأول وينسينا نكَبات الماضي، ولكن سرعان ما استفاق المتتبع الرياضي على نكسة الاقصاء بنفس الطريقة التي نُقصى بها دائما في مختلف التظاهرات.
ذهاب القجع الى قطر نكسة قبل الانتكاسة
انتهى المدح وعاد الانتقاد لكن ليس بعد المباراة بل قبلها، فرغم القرار الحكومي بمنع المغاربة من التنقل خارج البلاد بسبب الوضعية الوبائية، ذهب رئيس الجامعة الذي يحمل صفة وزير “فوزي القجع” إلى تداريب المنتخب ليلتقط الصور ويزيد من الضغط على اللاعبين المحليين.
وعلق أغلب المتتبعين بأن ذهاب فوزي القجع الى المنتخب كان السبب الرئيسي في خسارة المنتخب، ويعود ذلك حسب قولهم أنه زاد من الضغط على اللاعبين وأعطى المباراة طابع سياسي أكثر ما هو رياضي.
فلا يعقل أن يتنقل الوزير رئيس الجامعة خارج البلاد رغم القيود الحكومية على مغاربة الوطن والمهجر بالتنقل من وإلى المغرب، أليس هذا عبثا في كل شيء، فما يسري على المغاربة يجب أن يسري على الجميع.
انتهت المباراة لكن لم تنتهي أزمة المنتخبات الوطنية المغربية في كرة القدم، دوما نتشرح للظفر بالمباراة ونخسر كل شيء بسبب رعونة المنظومة، رغم أن الظروف التي تحظى بها المنتخبات خصوصا في كرة القدم جد جيدة قد نحمل بها كأس العالم إذا كانت مبنية على “المعقول”، فلا يعقل تبذير المال العام على الكرة من أجل زيادة أعصاب الشعب المغربي الشغوف والمجب لكرة القدم.
عموتة كريزمة بلا قدرة في المباريات الكبيرة
يتحمل”عموتة” الجزء الكبير من مسؤولية الاقصاء لسوء قراءته للمنتخب الجزائري، قبل وفي المباراة، وذلك بعد اختياراته الفاشلة في عدة مراكز، فماذا لو تخلى عن “بنشرقي” واعتمد على “رحيمي” ربما هذا الأخير خلق نوعا من التوازن الهجومي وخلخل دفاعات المنتخب الجزائري، وهذا قد نقوله على اللاعب “حداد” الذي يحتفظ بالكرة ويخطئ في كل مرة بأنانية.
نسير في مقالنا بسؤال “ماذا”، فماذا لو اعتمد على البركاوي مكان المهاجم “أزارو” الذي أظهر منذ البداية أنه لا يستحق الرسمية ومباراة الجزائر كنا نحتاج لمهاجم سريع ليس بسرعة السلحفاة، وماذا لو اعتمد على حسوني مكان “حافيظي” في بداية الشوط الثاني ربما قد يعود التوازن الذي كان يحتاج المنتخب المغربي.
نمرّ الى تصريح “عموتة” الذي قال أن المنتخب الوطني كان ينقصه الاستعداد الذهني والنفسي، هذا التصريح أظهر أن “تخنزيرتك” في الميدان منذ بداية البطولة لا معنى لها، ألم تكن تعلم بأن هذه المباراة تحتاج الاستعداد النفسي أكثر من أي شيء أخر، ألا تعلم حساسية المباراة والضغط الذي سيحمله اللاعبين بسببها.
هذا المبرر لم يكن في محله وهنا تتبث أن عقلية واحدة تسيطر على المدرب المغربي، يتحجج بأي كان عند الخسارة حينما يعتمد على الدفاع كقاعدة اساسية في الميدان، أظن أن من كان عليه الاستعداد النفسي قبل اللاعبين هو أنت، فبعد أن رأيت انهزامك أمام خطة “بوكرة” في الشوط الأول كان عليك مراجعة حساباتك لكنك فضلت خطتك الرعناء لنذوق مرارة الاقصاء في بطولة كنا أول المرشحين للظفر بها.
خلاصة الأمر إذا لم تستحوا فافعلوا ما شئتم، بذِّروا المال العام، ونعيشُ نحن الانتكاسة وراء الانتكاسة، وهذه ليست كباقي الانتكاسات فالخسارة أمام الغريم لن تنسى.