كتاب وآراء

الخطيب لهبيل… والٍ في جلباب عاملٍ

نورالدين ثلاج – المقال المغربي 

ما يزال الخطيب لهبيل لم يستوعب المهام المنوطة بمنصب والي جهة بني ملال خنيفرة، وأن الإدارة وضعته على رأس الإدارة الترابية بالجهة من أجل توزيع مجهوده على الأقاليم الخمسة، وتسهيل فرص الاستثمار بشكل عادل بينها دون تغليب كفة إقليم او اثنين على البقية، وذلك بالرغم من توليه منصب عامل عمالة عاصمة الجهة ( إقليم بني ملال).

إن ارتداء الخطيب لهبيل جلباب العامل جعله محط انتقادات واسعة، حيث ينصب اهتمامه على إقليم بني ملال، بعد استقباله، هذا الأسبوع، بمعية رئيس المجلس الإقليمي لبني ملال وفدا يمثل رجال أعمال ومستثمرين من دولة النمسا، الذين حلوا ببني ملال من أجل بحث فرص الاستثمار بالجهة وليس ببني ملال وحدها، الأمر الذي يفرض على الوالي توسيع قاعدة الحضور والمشاورات  مع عمال ورؤساء المجالس الإقليمي لبسط الإمكانيات المتاحة بكافة تراب الجهة.

إن منصب عامل إقليم بني ملال لا يجب أن ينسي الخطيب لهبيل مسؤوليته الإدارية على الأقاليم الأخرى، وبالتالي فإن تداوله مع رجال الأعمال الحاملين لمشاريع استثمارية وفرص إنشاء مجموعة من المشاريع الاقتصادية والسياحية الكبرى بإقليم بني ملال يضعه أمام مسؤولية أخلاقية تضمر إقصاءه للجهة، إذ أصبح منصب الوالي مختزلا في منصب عامل إقليم بني ملال، وذلك من خلال حديثه مع الوفد النمساوي عن المؤهلات الطبيعية بإقليم بني ملال التي يمكن الاستفادة منها لإنشاء وحدات سياحية وترفيهية من منتزهات و”تيلفريك”، فضلا عن توطين مشاريع للطاقة المتجددة والنجاعة الطاقية، التي تستخدم أحدث التقنيات في الطاقة المتجددة، التي ستفتح أمام الصناعة الحديثة بإلإقليم فرصا عديدة لتثمين المنتوجات المحلية وتأهيل اليد البشرية، وهو ما يفسر إقصاء وتهميش الأقاليم الأخرى (خريبكة، خنيفرة، الفقيه بن صالح).

وفي الوقت الذي أشاد فيه المستثمرون ورجال الأعمال القادمون من النمسا بمؤهلات الجهة الطبيعية والبشرية المتنوعة، وبفرص الاستثمار التي توفر آفاقا جديدة بتوطين مشاريع تنموية تعتبر السند الأكبر للرفع من المردودية، وتحسن الدخل الفردي مع إحداث تنافسية مع مختلف الجهات، فإن الوالي يختزل الجهة في إقليم بني ملال، متناسيا مسؤوليته على الأقاليم الأخرى، الشيء الذي يبرر غياب استثمارات بهذه الأقاليم، ويقطع الشك باليقين أن التنمية بالجهة اقتصرت على إقليمين ( بني ملال وأزيلال)، حيث يبذل الوالي مجهودات لتنمية عاصمة الجهة، ويسير على خطاه رئيس الجهة عادل البراكات الذي يضع نظارات ترى فقط بني ملال وأزيلال.

إن صفة الوالي التي يحملها الخطيب الهبيل ورئيس الجهة التي يلبسها عادل البراكات لا يترجمه واقع جهة تعيش التناقضات، وغياب العدالة المجالية في التنمية والبنات التحتية….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى