المقال المغربي من خريبكة
نسوة ورجال اصطفوا منذ الصباح الباكر اليوم الخميس أمام قيادة أولاد بحر الصغار (أولاد عبدون) في أجواء باردة وظروف لا إنسانية، ينتظرون دورهم لتسلم وصل تسلم حصة الدقيق المدعم.
أشرقت الشمس وبزغ معها أمل هؤلاء المواطنين في تسلم “وصل” مدون عليه عدد أكياس دقيق دعمته الدولة، تشرئب أعناقهم وكأن قائدا عظيما سيأتيهم ببشرى تراجع الأسعار وتحسن المعيشة، مزدحمين أمام باب القيادة، ينهرهم أفراد القوات المساعدة، ويخرزهم أعوان السلطة، صابرين محتسبين أمام قلة الحيلة والفاقة.
نسوة تركن فلذات أكبادهن بالمنازل، تمتهن آدميتهن وكرامتهن لساعات طوال من أجل دقيق مدعم، ورجال نكصت رؤوسهم وذللت رقابهم من أجل دقيق دعمته الدولة ليكون في متناول الفقير، ولم تكلف السلطة نفسها إيصاله إلى المنازل وتجنيب هؤلاء هذا الإذلال والإزدحام.
هي صور تضرب حقوق الإنسان في العيش الكريم، وتنسف الصورة الإيجابية التي سوقها أسود الأطلس بكأس العالم في قطر، صورة رجل سلطة (قائد) أبى إلا أن يرى مواطنين مدحورين، صاغرين ينتظرون صدقة الدولة، وصورة مقابلة تظهر الإنسانية وقيم التضامن والتضحية شكلها لاعبون ومدرب وجماهير بعرض دولي.
فإذا كان وليد الركراكي والأسود قد رفعوا رؤوسنا عاليا وجعلوا العالم يتغنى بهم، فإن مثل هذه الصور ستشمت فينا الأعداء والخصوم الذين ينتظرون مثل هذه الزلات.