
الفنيدق:عمر اياسينن
في مهنة المتاعب، سواء كنا نمارسها شغفًا أو احترافًا، نادراً ما نقف عند ما يقدمه بعض المسؤولين ممن استلهموا نهجهم من الرؤية الميدانية لجلالة الملك، وجعلوا من خدمة الوطن والمواطنين غاية ومسؤولية بل إننا عن قصد أو عن غير قصد ننزلق أحيانًا إلى ممارسة الصحافة كسلطة معارضة لكل السلط، متناسين أن جوهر رسالتنا الأسمى هو تنوير الرأي العام وتقديم الصورة الكاملة التي تُمكن القارئ من تكوين مواقف ناضجة تجاه قضاياه.
وهذا، لا شك، خطأ جسيم وجب الاعتراف به بكل شجاعة.
ما يدعونا اليوم إلى هذا الاعتراف، هو واجب قول كلمة حق للأجيال القادمة، في حق رجل بصم تطوان و المدن المجاورة بختمه الخاص وأعاد إليها بهاء الأمن والأمان الذي كانت تعرف به منذ فجر الاستقلال.
إنه السيد محمد الوليدي، والي أمن تطوان، الذي رغم محاولات بعض الأيادي الآثمة النيل من سمعته ومن عمله، ظل صامدًا وواصل أداءه في صمت وكفاءة. وقد نجح الرجل في تضييق الخناق على مظاهر الانفلات الأمني، وقوض أذرع شبكات الجريمة التي كانت تروج مختلف أنواع السموم، مستأصلة بذلك أخطر الآفات التي لطالما أرقت المدينة والمنطقة.
ولم يكتفِ السيد الوليدي بمحاربة الخارجين عن القانون فحسب، بل قام بعملية تطهير شاملة داخل الجهاز الأمني نفسه، من خلال اتخاذ قرارات حازمة في حق المتقاعسين والمسيئين إلى شرف المهنة.
كما عمل على تحديث الإدارة الأمنية ورفع مستوى الأداء المهني لرجال الأمن، مجسدًا بذلك مفهوم الإدارة القريبة من المواطن، المنفتحة على مكونات المجتمع من أحزاب ونقابات وهيئات مدنية ومثقفين.
ليس هذا فحسب، بل إن السيد الوليدي جعل هاتفه مفتوحًا حتى في ساعات متأخرة من الليل، مستجيبًا لنداءات الناس ومبرهنًا على أن الأمن خدمة يومية مستمرة لا تعرف ساعات العمل التقليدية.
وبفضل هذا النهج القائم على التواصل والقرب، أصبح الرجل يحظى باحترام وتقدير واسع لدى عموم ساكنة تطوان و الفنيدق و المضيق و مرتيل حتى صار كثير من المواطنين يرددون بثقة هنا في تطوان رجل يحميها
إنها شهادة حق واعتراف بمجهود رجل اختار أن يكون في الميدان، حاميًا للوطن وخادمًا للمواطنين، وجعل من مهمته رسالة أمانة وليست مجرد وظيفة.