نورالدين ثلاج- المقال المغربي
يتناول الكاتب والأديب عبدالكريم عباسي، في روايته الجديدة “رياح الخطيئة”، مسألة الهجرة أواخر الستينيات وبداية السبعينيات بأسلوب جديد، كجزء ثاني لرواية رياح المتوسط الصادرة سنة 2019.
وتجيب رواية “رياح الخطيئة” الصادرة من منشورات الفاصلة بمدينة طنجة، وبدعم من مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، القارئ المتتبع والمواكب لأعمال الكاتب عن مجموعة من التساؤلات العالقة أو تلك التي تخلق لديه الفضول المعرفي والأدبي، من خلال الأحداث المثيرة التي تخلق جدلا وانفعالا في دواخل القارئ.
وقال عبدالكريم عباسي، في تصريح لجريدة المقال المغربي، إن الرواية تأتي لتميط اللثام عن خلفيات أخرى لتخرجنا من الكتابة النمطية للهجرة كما تناولها العديد من الكتاب فيما مضى، لنعيش أحداثا وجدلا كتابيا وسرديا مجددا يعتمد التوثيق لتدخلنا في نوع من الكتابة في الرواية الحضارية، ومحاولة التقريب بين الضفة الشمالية والجنوبية عبر شخوص يتأثرون ويؤثرون في بعضهم البعض بالتغلب على الذات السلبية وتجاوز مخلفات الماضي وتبني مبدأ التعايش وقبول الآخر والتوافق والعيش المشترك، وحل خلافات إرث الماضي الثقيل.
وأضاف” الرواية تبسط في طياتها تاريخا مشتركا للضفتين، منه التاريخ الأسود للحليف التقليدي الاستعماري، وكيف أن هجرة بطل الرواية ميمون، كانت سببا في استحضار هذا الامتداد السوداوي إلى إفريقيا بأكملها”.
واستدرك قائبا” لكن الرواية كانت قادرة في مختلف متاهاتها على محاولتها نقد ما يمكن نقده وتصحيح ما يمكن تصحيحه وتدارك الماضي بعيون مستقبل برؤية تفاؤلية”.
وقد كانت الفترة التي اختارها الكاتب لروايته فترة هامة في تاريخ المغرب الذي بدأ بناؤه بعد الاستقلال رغم هشاشة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، فكان ميمون وفاظمة وميشال وفرانسواز قادرين على التصدي والتغيير والتقريب بين شعبين فرق التاريخ السياسي بينهما رغم التقارب الجغرافي، فكان للتصاهر والانصهار دور في هذا التغيير والاندماج وتحقيق الذات، دون نكران النظرة التقليدية للآخر، وأن الهوة تفرض نفسها من غير نكران وجودها على أرض للواقع.