
الجديدة : محمد الدكالي
تواصل السلطات القضائية والأمنية بإقليم الجديدة جهودها المكثفة لتجفيف منابع الابتزاز الرقمي والتشهير الذي استشرى في الآونة الأخيرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، خاصة من خلال صفحة “الفرشة” على موقع “فيسبوك”، والتي باتت معروفة بتورطها في استهداف شخصيات عمومية ومسؤولين عن طريق حملات تشهير ممنهجة وتهديدات بنشر معطيات خاصة.
وأفادت مصادر مطلعة أن النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بالجديدة أصدرت تعليمات صارمة بتوقيف المشتبه به الرئيسي في هذه الشبكة، الذي ينشط بشكل خاص في منطقتي خميس متوح وحد أولاد فرج. وقد تمكنت المصالح الأمنية من إلقاء القبض عليه الأمس، بعد سلسلة من التحريات الدقيقة التي كشفت تورطه في تزويد صاحب صفحة “الفرشة” بالمعلومات الشخصية والحساسة عن مسؤولين إداريين وبرلمانيين ومحامين وصحفيين بالأقليم.
التحقيقات أظهرت أن العقل المدبر لهذه الشبكة، وهو صاحب الصفحة المذكورة، يقيم حالياً في كندا، حيث يفر من العدالة المغربية على خلفية شكايات متعددة تتعلق بالتشهير والابتزاز. ويُشتبه في أنه يدير من هناك عمليات نشر وتوجيه الحملات ضد خصومه ومجموعة من المسوؤليين، مستفيدًا من دعم مجموعة من الأشخاص الذين يعملون كـ”شبكة تزويد” تزوده بالمعطيات الدقيقة والمعلومات السرية او الحياة الخاصة .
وفي تطور جديد شهدته منطقة أولاد فرج، تم توقيف مشتبه فيه ثالث يعتقد أنه على صلة مباشرة بالنشاط الرقمي المشبوه للصفحة، حيث يرجح أنه كان حلقة وصل رئيسية بين الفاعلين السياسين والعنصر الفارّ في الخارج.
ويأتي هذا التحرك الأمني في سياق التوجه العام للنيابة العامة نحو وضع حد لظاهرة الابتزاز الرقمي، والتي استفحلت مؤخراً وأصبحت تشكل تهديداً مباشراً لسمعة وأمن الأفراد، ومساساً بحرمة الحياة الخاصة للمسؤولين والمواطنين على حد سواء.
وأكدت مصادر قضائية أن التحقيقات لا تزال جارية للكشف عن باقي المتورطين في هذه الشبكة، سواء داخل التراب الوطني أو خارجه، في أفق تقديمهم أمام العدالة وإنهاء أنشطة التشهير الممنهجة التي تضرب مصداقية المؤسسات وتستغل التكنولوجيا للإضرار بالغير.