بوعزة حباباش- أجلموس
“فَتحتُ كاميرا هاتفي لاكتشف أنني تعرضت لابتزاز إلكتروني”
كان الأمر في البداية عبارة عن تبادل للرسائل النصية، عبر برنامج التراسل “Messenger”، وبين الفينة والأخرى أتلقى اتصالا أو اتصالين متتاليين باستخدام تقنية مكالمة الفيديو، لكن كثيرا ما كنت أضغط على زر الرفض.
بعد زهاء شهرين أو اكثر، عرضت علي أن أشغل الكاميرا، وكنت وحيدا في غرفتي، وفي وقت متأخر من الليل، وعندما فتحت المكالمة، ظَهَرت لي فتاة على جانب الشاشة الأيمن بلباس شفاف وبوضعية حميمية قد يفكر أي رجل مكاني أنها ترغب في جنس افتراضي.
حكاية شاب عاش مغامرة عاطفية لم يكن يعلم أنها فخ، يقع فيه حتى المشاهير، عندما سيكتشف أنه وقع ضحية عملية نصب بدأت بضغطة زر وانتهت بابتزاز مقابل تعبئات شركات الاتصالات.
لم يقع هذا الشاب في المحضور وكان اندهاشه أمام الكاميرا وأمام فتنة جسد مغر، محط شك لم يرضخ معه للفخ، وظل ملازما لصمته ودون أن يزيل ملابسه أو يبادل مخاطبته الافتراضية ايماءاتها الجنسية، ورغم أنه ظل يعتقد أنه وجد من يتسلى معها في سكون ليلة هادئة، فقد تمالك نفسه، إلى أن انتهت المكالمة، وتابع أنه” تلقى رسالة من حساب المفترضة تخبره أنها رجل وقد قام بتسجيل لشاشة الهاتف ومحتوى المكالمة المصورة كاملة، وأمهله خمس دقائق إذا لم يرسل له تعبىتين هاتفيتين من فئة 100 درهم، وأن المقطع سيتم نشره على كل مواقع التواصل الاجتماعي وعلى منصة اليوتوب ومتوقف على إرسال المطلوب.
توقفت حكاية هذا الشاب عندما رفض إرسال المبلغ، مضيفا أنه أخبره بفعل ما يشاء وليس لديه ما يخسره، لأنه على يقين تام أن التسجيل خال من المشهد الخادش من طرفه، بل هو فقط يظهر بملابسه وبجزئه العلوي بدون أية شبهة قد تحرجه.
ولم يكن هذا الشخص الوحيد الذي تعرض للنصب من شباب يمتهنون الابتزاز، حيث لا يتوقف الحديث في أوساط المجتمع عن ظهور وجوه جديدة بين الفينة والأخرى في تسجيلات غزت وسائط التواصل الاجتماعي.
وبين هذا وذاك، تفرقت آراء المواطنين بين دعوات الى عدم المساهمة في توزيع مقاطع الفيديو التي تخدش الحياء العام وتسيء لأصحابها، وبين مطالبين لتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة والإسراع بوضع اليد على الجناة والمتورطين في هذه الأفعال التي يجرمها القانون، وتقديمهم أمام أنظار العدالة.