
إدريس سحنون- المقال المغربي
في إطار مواصلة تنفيذ الإصلاحات الرامية إلى تجويد تكوين المدرسين ومهننة التدريس، وتنزيلا لمقتضيات الرؤية الاستراتيجية 2015-2030 والقانون الإطار 17.51…، نظمت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال – خنيفرة، ندوة وطنية، يومي 2 و3 ماي 2025، بالغرفة الفلاحية ببني ملال، بشراكة مع جامعة السلطان مولاي سليمان، وبتنسيق مع المدرسة العليا للتربية والتكوين والمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، بعنوان:”تحديات تكوين أطر التدريس: مهننة التكوين وإرساء المسارات الجامعية للتربية وأثرهما في بناء الهوية المهنية للمدرسين والمدرسات”.
وعرفت الندوة حضور شخصيات وازنة، في مقدمتها والي جهة بني ملال – خنيفرة، و نائبة رئيس مجلس الجهة، ومدير الأكاديمية الجهوية، ورئيس جامعة السلطان مولاي سليمان، ومدير التكوين وتنمية الكفاءات بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة والمفتش العام للشؤون التربوية، إلى جانب عدد من الفاعلين التربويين والخبراء والباحثين.
وتميزت الندوة بتقديم حوالي 38 مداخلة علمية موزعة على جلسات موضوعاتية، ركزت في مجملها على تعميق النقاش حول مهننة مهنة التدريس، واستكشاف سبل التنسيق بين مؤسسات التكوين الجامعي والمراكز الجهوية، وتحليل أثر المسارات الجامعية للتربية في بناء الهوية المهنية للمدرس، وكذا إبراز دور البحث التربوي في تطوير التكوين وربطه بالممارسة المهنية.
وتناولت الجلسات قضايا متعددة من أبرزها مفهوم المهننة في ضوء تحولات مهنة التدريس، والرهانات المرتبطة بإعادة الاعتبار لمهنة التدريس ضمن السياسات التربوية، ومكانة مهنة التدريس ضمن المهن المؤطرة قانونيا ومعرفيا. كما سلطت المداخلات الضوء على أدوار الجامعات والمدارس العليا والمراكز الجهوية في هندسة التكوين، وناقشت سبل التنسيق البيداغوجي والإداري بينها، والصعوبات التي تعيق التناغم المؤسساتي الفعال.
وساهمت النقاشات أيضا في تحليل مراحل تشكل الهوية المهنية للمدرس، وأثر التكوين والتجربة الميدانية في بلورتها، إلى جانب تأثير الثقافة التنظيمية للمؤسسات التعليمية في بناء الالتزام التربوي والقيمي للمدرسين.
كما تطرقت الندوة إلى أهمية البحث التربوي في تجويد التكوين الأساس والمستمر، وضرورة اعتماد الممارسات القائمة على الأدلة في التكوين، واستثمار نتائج البحوث في مواجهة إشكالات الممارسة اليومية داخل الفصول الدراسية.
وشكلت ملاءمة التكوين مع حاجيات المدرسة المغربية الجديدة محورا بارزا ضمن أشغال الندوة، حيث تمت مناقشة مواءمة التكوين مع مستجدات المقاربات البيداغوجية، وتحديات الواقع المدرسي، والرهانات المستقبلية للمدرسة العمومية.
واختتمت الندوة بتوصيات عملية دعت إلى مراجعة مناهج التكوين لتستجيب لحاجيات الميدان، وتعزيز التكوين المهني المستمر، وإرساء تنسيق مؤسساتي محكم بين الجامعة والمراكز الجهوية والأكاديميات، إلى جانب تثمين البحث التربوي وربطه بالممارسة الفعلية، وتأهيل المدرسين الجدد عبر مسارات واضحة لبناء هوية مهنية متماسكة قادرة على مجابهة تحديات مهنة التدريس.