المقال المغربي من أكادير
يشهد تراب جهة سوس ماسة منذ تعيين الوالي سعيد أمزازي دينامية غير مسبوقة، جعلت من الجهة نموذجًا يحتذى به في مجال الحكامة والتنمية الشاملة، هذه الدينامية لم تكن وليدة الصدفة، بل جاءت نتيجة رؤية استراتيجية واضحة، وقيادة ميدانية تعتمد على العمل التشاركي والالتزام بخدمة الصالح العام ومع ذلك، يبدو أن هذا النهج الإصلاحي يواجه تحديات حقيقية، بعضها يرتبط بجيوب مقاومة التغيير، التي ترى في كل خطوة نحو الإصلاح تهديدًا لمصالحها الضيقة .
منذ أن تولى سعيد أمزازي مهامه على رأس جهة سوس ماسة، أصبح واضحًا أن الجهة تدخل مرحلة جديدة من التنمية، مبادراته شملت قطاعات متعددة، من البنية التحتية إلى التعليم، ومن الاستثمار إلى الثقافة . لم يكن تركيزه على المشاريع الكبرى فقط، بل شمل أيضًا قضايا المواطن البسيط، حيث أطلق برامج تهدف إلى تحسين جودة الحياة، وتعزيز فرص الشغل، ودعم الفئات الهشة، لقد استطاع أمزازي أن يحول التحديات إلى فرص، عبر استثمار الإمكانيات الطبيعية والبشرية التي تزخر بها الجهة . غير أن هذه الدينامية لم تكن لتروق للجميع، إذ أن التغيير الذي يهدد الوضع الراهن غالبًا ما يثير مقاومة من قبل أطراف تستفيد من الركود والجمود .
في زمن أصبح فيه الحديث عن النزاهة في العمل العام أمرًا نادرًا، يبرز سعيد أمزازي كنموذج فريد لم يسبق أن تورط في أي فضيحة أخلاقية أو مالية، وهو ما يجعل من سيرته الذاتية نقطة قوة تعزز من مكانته كمسؤول يحظى بثقة المواطن . هذه النزاهة ليست مجرد شعار، بل هي مبدأ يترجمه الوالي في كل قراراته وسياساته، مما أكسبه احترام العديد من الفاعلين داخل الجهة وخارجها . إن هذه السمة، التي باتت عملة نادرة في المشهد السياسي والإداري جعلت من أمزازي هدفًا لبعض الجهات التي ترى في نزاهته عائقًا أمام تحقيق مصالحها الخاصة، فالنزاهة لا تعني فقط الابتعاد عن الشبهات، بل تعني أيضًا التصدي للفساد بكل أشكاله، وهو ما لا يروق للمتضررين من الإصلاح .
يدرك سعيد أمزازي أن النجاح في إدارة جهة بحجم سوس ماسة لا يمكن أن يتم إلا عبر العمل التشاركي، لهذا السبب، حرص منذ البداية على إشراك مختلف الفاعلين، من منتخبين ومجتمع مدني وقطاع خاص، في صياغة وتنفيذ المشاريع التنموية، هذا النهج التشاركي ليس مجرد إجراء شكلي، بل هو قناعة راسخة بأن التنمية الحقيقية تتطلب تضافر الجهود وتوحيد الرؤى، غير أن العمل التشاركي في سياق مليء بالتحديات ليس بالأمر السهل . فقد واجه أمزازي أحيانًا انتقادات من أطراف ترى في هذا النهج تهديدًا لمصالحها، أو تحاول تصويره على أنه محاولة للهيمنة ومع ذلك، استمر الوالي في خطه الإصلاحي، مؤمنًا بأن النتائج على الأرض ستتحدث عنه أكثر من أي خطاب .
في ظل الظروف التي يعيشها المغرب اليوم، يصبح من الضروري أن يتكاتف الجميع لخدمة الوطن، هذا ما يؤمن به سعيد أمزازي، الذي يعمل جاهدًا على توحيد الجهود، وتحفيز كل الفاعلين للمساهمة في تنمية الجهة، إنه يدرك أن الوطن يحتاج لكل أبنائه، بغض النظر عن انتماءاتهم أو خلفياتهم، إن مقاومة التغيير ليست أمرًا جديدًا، فهي جزء من الطبيعة البشرية التي تخشى المجهول . لكن القادة الحقيقيين هم من يستطيعون تجاوز هذه المقاومة، وإحداث الفرق، فسعيد أمزازي هو أحد هؤلاء القادة، الذين يعملون بصمت وإصرار، رغم كل العراقيل .
في النهاية، يبقى السؤال: هل يستطيع الوالي سعيد أمزازي تجاوز جيوب مقاومة التغيير؟ الإجابة ليست سهلة، لكنها تكمن في استمرار العمل الجاد، والإيمان بأن الإصلاح لا يمكن أن يتم بين عشية وضحاها، لقد أثبت أمزازي أنه قائد من طراز فريد، يمتلك رؤية واضحة، وشجاعة لمواجهة التحديات، إن المغرب بحاجة إلى قادة مثل سعيد أمزازي، الذين يضعون مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، ويعملون من أجل غد أفضل . جيوب مقاومة التغيير قد تكون قوية، لكنها لن تستطيع الوقوف أمام إرادة التغيير، خاصة عندما تكون مدعومة بالنزاهة والإخلاص .