نورالدين ثلاج- المقال المغربي
قال محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، إن المغاربة بطبعهم يغلب عليهم المرح ويبحثون رغم كل الظروف عن كل الأشياء والأماكن والعلاقات التي يمكن أن تدخل الفرح والبهجة على قلوبهم، لذلك تراهم متعطشبن لمدن تنشر الفرح والسعادة وتفرج الهم والكرب عن القلوب، متعطشين ليروا مسوؤلين على شوؤنهم وهم يكدون ويجتهدون لصنع تلك السعادة والفرح المفتقدة في مجالنا العمومي المشترك
وتابع الغلوسي:” إن صناعة الفرح والسعادة الحقيقيين تتحقق عندما يتم الشروع عمليا في محاسبة ومساءلة من أساء التدبير العمومي وحول المدن إلى مصدر إزعاج لراحة وطمأنينة الناس…من قضى على المجال الأخضر وحول الشوارع إلى كابوس والبحث عن الخلاص بالذات من كل الشرور، وأطلق العنان للخروقات ولسماسرة العقار والتعمير والرخص التجارية والاقتصادية المختلفة وغيرها من الأنشطة المدرة للأرباح دون أي عرق، وساهم في تكون شبكة وطبقة ريعية نفعية تصنع سعادتها وفرحها على خدوش وندوب بسطاء المدينة، وتتوفر على إمكانيات هائلة بفعل الفساد والنهب لتقضي العطل في المالديف وغيرها من الجنات في الضفة الأخرى، وراكمت ثروات هائلة بطرق مشبوهة وأصبحت تتحكم في بعض مفاصل القرار العمومي بالمدينة والجهة”.
وزاد:” إن الأزمة الإقتصادية والاجتماعية التي يمر منها البلد وتصاعد المطالب الإجتماعية المختلفة تنذر بإحتقان إجتماعي غير مسبوق يوازي ذلك استمرار الريع والفساد والرشوة ونهب المال العام، وسيادة الإفلات من العقاب، وتولي نخب لامصداقية لها تدبير الشأن العام وفقدان جزء كبير من المغاربة للثقة في الفاعل العمومي والسياسي..إذ من شأن كل ذلك أن يعمق الهوة بين الدولة والمجتمع وأن تكون تداعياته غير محسوبة العواقب”.
وأضاف:” ملفات فساد ونهب المال العام بين يدي السلطة القضائية تحتاج إلى قرارات جريئة وشجاعة وحازمة لإعطاء جرعة أمل للمغاربة في مستقبل واعد…متمنيا أن تكون بداية السنة الجديدة مقدمة لمواجهة كل مظاهر الفساد والريع ونهب المال العام وربط المسوؤلية بالمحاسبة والإستجابة لإنتظارات وتطلعات المغاربة في الحرية والكرامة والعدالة ورفع كل التحديات التي تواجه بلدنا فالوضع لم يعد يحتمل الإنتظارية أو اللعب على الوقت واللجوء إلى تأجيل قضايا مصيرية وحاسمة”.