نورالدين ثلاج -المقال المغربي
أشاد الأكاديمي المغربي، الدكتور سعيد يقطين، بكتاب “سيميوطيقا الخطاب الروائي: دراسة تطبيقية” للناقد السيميائي الدكتور الشرقي نصراوي، مثنيا على عمله في تحليل النصوص السردية باستخدام السيميائيات، واعتباره مرجعا مهما في دراسة الرواية.
وأشار إلى أن أسلوب تحليل الكتاب، الذي سيصدر قريبا عن دار أبي رقراق للطباعة والنشر، يقوم على السيميائيات السردية، وتعدد زوايا تحليل كل رواية، حيث أظهر فهمًا دقيقًا للنظرية، وجعلها (النظرية) علبة أدوات، كاشفا عن مكونات الروايات الحكائية، وأبعاد الروايات الدلالية والاجتماعية، مظهرا رؤية المبدع للذات والواقع، مما يجعله إضافة قيمة في دراسة الرواية
وأثنى سعيد يقطين على شخصية وخلفية الناقد، قائلا:”الشرقي نصراوي باحث أصيل وعميق؛ يستمد أصالته من تمثله وحسن اختياره لأدبيات الاختصاص الذي تبناه واشتغل به في تحليل النصوص السردية، ومن إحاطته كذلك بأهم الإنجازات النظرية والتطبيقية للسيميائيات. ولا يمكن لهذا العمق، أو تلك الأصالة أن ينبعا فقط من خلال حسن الاختيار ودقة التمثل؛ لأنهما معًا لا يتحققان إلا بمحبة العمل، وبذل الجهد في التحصيل، ومزاولة العمل الدؤوب والمتواصل”، حيث امتلك مهارات تحليلية قوية وتدريسية ممتازة، متبعا نهج أساتذته المؤسسين لتقاليد أكاديمية صارمة.
وقال الدكتور سعيد يقطين في مقدمة الكتاب:” لقد بذل مجهودًا كبيرًا في اختيار السيميائيات السردية، واطلع على أهم منجزاتها، وعمل على استيعابها بشكل جيد، كما اختار أن يتفاعل معها دون التقيد بإطار تصوري خاص. لقد نظم من خلال تصور تركيبي رؤية خاصة به مكنته من قراءة الروايتين قراءة متكاملة، تكشف عن ما بينهما من صلات واختلافات. فجاءت قراءته وتحليله للعبة النسيان تمتح من الرؤية السيميائية نفسها التي اشتغل بها، ولكنه عمد إلى اختيار زاوية أخرى في تحليل الضوء الهارب، فلم يكن بذلك مطبقًا للإجراءات نفسها، وبكيفية آلية على نص مختلف. وفي هذا الاختلاف في المعالجة ما ينم عن فهم دقيق لكيفية ممارسة الاشتغال على النصوص بالانطلاق مما تتوفر عليه من مقومات ومكونات ومميزات، وإن كان المنطلق اعتماد العدة النظرية والمنهجية عينها”، حيث أظهر بذلك تفاعلا كبيرا مع كتابات أساتذته بكل أريحية، وهو ما تجلى في كتابه “سيميوطيقا الخطاب الروائي: دراسة تحليلية لروايتَي محمد برادة”، باستخدامه السيميائيات السردية في التحليل.