محمد ياسين- المقال المغربي
انتخب البروفسور المغربي عبد الصمد الأزهري بالإجماع رئيسا لجمعية جراحة الدماغ والأعصاب الفرونكفونية، خلال الجلسة الرسمية للمؤتمر السنوي للجمعية المنعقد يومي 18 و19 فبراير 2023 بباريس، بمشاركة 24 دولة يدرس أو يمارس فيها الطب بلغة موليير،
وكسر رئيس قسم جراحة الدماغ والأعصاب بجامعة محمد السادس لعلوم الصحة بالدار البيضاء رئاسة الجمعية هيمنة الأوروبيين على مقاليد هذه الهيئة الطبية العلمية التي تداول على رئاستها، منذ إحداثها عام 1948، فرنسيون وبلجيكيون.
وقال البروفيسور الأزهري (71 عاما) اِبن مدينة خريبكة في حوار خص به القناة الإخبارية (M24) التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء” إن هذه الجمعية المرموقة يقدر عدد أعضائها حاليا بنحو 500 من المنخرطين الناطقين باللغة الفرنسية من ذوي الاختصاص في هذا الميدان الطبي الأكثر تعقيدا، والتي تستهدف أكثر من ألف جراح بمختلف أرجاء الكرة الأرضية”.
وأشار البروفسور الأزهري أن هذا الاعتراف هو ثمرة سنوات من البحث والممارسة والإسهام في ترسيخ ثقافة العناية المكثفة بالمرضى، والاحتكاك عن قرب بآخر ما جادت به الأبحاث العلمية في المجال، مما جعل من المغرب موضع اهتمام من قبل العديد من الخبراء عبر العالم لاستكشاف مؤهلاته وقدراته العلمية والعملية، كما هو الحال في الشأن الكروي.
وأكد أن هذا الإنجاز يرجع الفضل في تحقيقه لثلة من القامات المغربية التي ساهمت بقوة في التعريف وتطوير اختصاص جراحة الدماغ والأعصاب، وفي طليعتهم البروفسور عبد السلام الخمليشي الذي شكل القاطرة الأولى للسير قدما، توالت بعده سلسلة من الإسهامات لزمرة من زملائه وطلبته ممن اقتدوا بعلمه.
وصدر للبروفيسور عبدالصمد الأزهري العديد من الكتب والأبحاث العلمية القيّمة، فضلا عن ترؤسه فريق طبي متخصص في جراحة الأعصاب بالمستشفى الجامعي الدولي محمد السادس ببوسكورة بإجراء أول عملية جراحية في السنة الفارطة بالمغرب لفائدة مريضة مصابة بورم في المخ باستخدام أحدث ماسح ضوئي في العالم Airo، وهو أول نظام للتصوير التجسيمي أثناء العملية في إفريقيا يسمح بإجراء العمليات بتقنية ثلاثية الأبعاد في الوقت الفعلي مع التخفيف بشكل ملموس من التعرض للأشعة السينية.
يشار إلى أن البروفسور الأزهري، الحاصل على شهادة البكالوريا في 1973، تخرج من كلية الطب بالرباط في 1981، ثم انخرط في تدريس الطب. وقد انطلق مشوار البروفيسور في جراحة الدماغ والأعصاب سنة 1983، بإجرائه أول عملية جراحية في هذا التخصص، كما أنه أشرف على تكوين نحو 70 طبيبا أخصائيا في جراحة الدماغ والأعصاب، ممن يمارسون اليوم بمختلف أرجاء المملكة وخارجها.