الواجهةسياسة

عبدالرحيم العلام: “البيجيدي” أعاد عقارب الساعة ربع قرن تقريبا

نورالدين ثلاج- المقال المغربي

قال المحلل السياسي، وأستاذ القانون الدستوري وعلم السياسية، عبدالرحيم العلام:” يبدو أن حزب العدالة والتنمية أعاد عقارب الساعة ربع قرن تقريبا؛ فمن خلال متابعة الأجواء المحيطة بمؤتمره المنعقد هذه الأيام، والنتائج التي أسفر عنها (قيادة الحزب، وأعضاء المجلس الوطني)، يكاد الأمر يشبه ما حدث في المؤتمرات الأولى للحزب من حيث طبيعة الأعضاء الذين تم ترشيحهم للأمانة العامة والمجلس الوطني، والتمويل الذاتي للمؤتمر من خلال جمع التبرعات، وحالة المشاكسة مع سلطات الداخلية….”.

وأضاف” هل التشابه من حيث الشكل والأسماء يعكس نوعا من استعادة التنظيم الحزبي أم ضعفا في الاستقطاب والتجديد؟”

وأفاد المتحدث نفسه” من الصعب الجزم بجواب في الموضوع، ولكن مؤشرات عديدة تشير إلى أن حزب 2025 مختلف بشكل كبير عن حزب 1997 و2003، و2007…لأن مياها كثيرة جرت أسفل قاعدة هذا الحزب منذ حوالي ربع قرن، لا سيما ما حدث منذ 2011″.

وأكّد” لأنه إذا كان هناك تشابه في حالة الضعف التنظيمي والمالي بين اليوم والأمس، فإن ضعف اليوم انضاف إليه ضعف في المواقف، التي كانت هي عكاز الحزب لحظة قراره المشاركة في الحياة السياسية”.

وتابع” إضافة إلى ترهل جسمه التنظيمي (استقالة قيادات بارزة من حجم الرميد والرباح، وأكيد لديهم الكثير من المؤيدين الذين ساروا على نهجهم)، وسوء العلاقة مع أصله الدعوي حركة التوحيد والإصلاح (التطبيع، القنب الهندي، الفرنسة…)، والتراجع الملحوظ لمنظماته الموازية (النسائية، والجمعوية، والطلابية، والنقابية)، وربما ارتفاع نسبة الذين لم تعد لديهم قناعة بخصوص المشاركة السياسية…”.

واسترسل” لذلك تبدو مهمة العدالة والتنمية صعبة جدا في القادم من سنوات”.

وأشار” إن ما حدث للحزب قد يعود إلى ضعف خبرته السياسية، وقد يعود إلى الطبيعة الإنسانية لأعضائه، وقد يعود إلى أصل المشاركة في حد ذاتها. بخصوص النقطة الأخيرة يبدو أن جماعة العدل والإحسان ستكون من أهم المستفيدين من حالة الضعف التي ألمت بالعدالة والتنمية، لأنها كانت ترفض المشاركة في اللعبة السياسية، وكانت تقول بأن مشاركة حركة التوحيد والإصلاح من خلال حزب العدالة والتنمية في اللعبة السياسية لن تغير من الواقع شيء”.

وزاد” اليوم وبعد ما حدث للحزب من ضعف، وما تلقاه من ضربات (آخرها مشكلة تمويل مؤتمره من مالية الدولة)، أكيد سيكون لسان حال جماعة العدل والإحسان يقول: “هذا ما حذرناهم منه”.

وختم” ليس بالضرورة أن موقف الجماعة صائب وموقف الحزب خاطئ، ولكن التحليل السياسي قد يكون صائبا، لأني لست بصدد تقييم المواقف وإنما فقط أحلل الأمور (والتحليل نسبي في جميع الأحوال)”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى