
إدريس سحنون- المقال المغربي
حين تتخطى الوطنية حدود الجغرافيا، وتتجلى في سلوك ومواقف أبناء الجالية، يصبح الإنجاز الرياضي شهادة انتماء راسخة، ورسالة حب للوطن لا تخطئها العين. من بين هؤلاء، يسطع نجم طفلين مغربيين ينحدران من أبي الجعد بإقليم خريبكة، تألقا في رياضات قتالية صعبة، ورفعا العلم المغربي في قلب أوروبا، متحدين السن والمسافة.
نص المقال:
في دوري المواي تاي للهواة بمدينة بيثونكور الفرنسية، حقق الأخوان آدم وٱسمهان نتائج مبهرة، ولفتا الأنظار بإصرارهما وروحهما القتالية العالية. هذا التألق لم يكن سوى بداية، إذ واصلا مشوارهما المميز في مدينة مورج السويسرية ضمن بطولة Smoothcomp للجيوجيتسو البرازيلي، ليتوجا بالميداليتين الفضية والبرونزية.
ورغم انتمائهما إلى أكاديمية فرنسية مرموقة (Fighting Club Jougnard) تحت إشراف المدرب البرازيلي رودريغو أورينتي، فإن آدم (11 سنة) وأسماهان (10 سنوات) لم يترددا في التعبير عن مغربيتهما، حيث احتفلا بانتصاراتهما وهما يحملان القميص الوطني المغربي، في مشهد مؤثر يختزل الكثير من المعاني.
هذا المشهد لم يكن مجرد لقطة عابرة، بل هو فعل رمزي يجسد الوفاء والانتماء العميق، ويعكس أن الهوية لا تغترب حتى في ملاعب الغربة، وأن رفع العلم المغربي ليس اختيارا رياضيا فحسب، بل التزام وجداني يصدر عن قناعة تامة.
إن قصة الأخوين آدم وأسماهان تحمل في طياتها دروسا ثمينة: في المثابرة والاعتزاز بالوطن، وفي القدرة على التألق رغم التحديات. إنها دعوة صريحة للاهتمام بالمواهب المغربية بالخارج، وتذكير بأن دعم هؤلاء الأبطال لا ينبغي أن يأتي متأخرا.
فمثل هؤلاء الأطفال، وهم يرفعون القميص المغربي داخل أندية أجنبية، يمنحوننا سببا آخر للفخر، وحافزا جديدا للعمل من أجل مستقبل رياضي أكثر إشراقا.