المقال المغربي- أ ف ب
رغم هشاشة أفريقيا في مواجهة الأزمات الدولية، ترى العديد من الأصوات في القارة أن كورونا (كوفيد 19) والنزاع الأوكراني يشكلان فرصة لبناء نموذج تنموي جديد وتدعو القادة للاستفادة وتنفيذ إصلاحات جذرية. من بين علامات التفاؤل، المرونة التي أظهرتها معظم الاقتصادات الأفريقية خلال الجائحة.
بشكل عام، كانت أفريقيا أقل تضرراً من القارات الأخرى، فقد شهدت تباطؤاً أضعف في نشاطها الاقتصادي عام 2020 (-2 في المئة) مقارنة بالمعدل العالمي (-3.3 في المئة). والتوقعات للعام الجاري ليست شديدة القتامة رغم التهديد الذي تمثله الحرب في أوكرانيا على كل الاقتصادات.
يقول الخبير الاقتصادي ليونيل زينسو إن «أفريقيا تتجه لتحقيق نمو يناهز 3.7 في المئة، بينما تواجه أمريكا الشمالية وأوروبا خطر ركود فعلي».
ويشدد رئيس وزراء بنين السابق الذي يعتقد أن التضخم في أسعار المواد الخام المصدرة سيعوض التضخم في الواردات، «إننا لم نكن الضحايا الأكبر للوباء ولن نكون ضحايا جانبيين للحرب في أوكرانيا». هناك إشارة إيجابية أخرى هي عودة ثقة المستثمرين في أفريقيا إلى مستوى أعلى مما كانت عليه قبل الوباء.
وفق تقرير صادر عن شركة «ديلويت» استطلع آراء 190 من أصحاب الأعمال الناشطين في القارة، أعرب 78 في المئة منهم عن ثقتهم بآفاق التنمية الخاصة بهم مقارنة بـ61 في المئة قبل أزمة «كوفيد 19» و40 في المئة خلالها.
لكن يجب عدم الإقلال من أهمية التحديات المستقبلية للاقتصادات الأفريقية، وليس أقلها الحرب في أوكرانيا التي تؤثر خصوصاً على وارداتها من الحبوب.
في هذا الصدد حذّر رئيس ساحل العاج الحسن وتارا خلال منتدى الرؤساء التنفيذيين في أبيدجان مطلع يونيو الجاري، «إننا نشعر بالقلق إزاء تباطؤ النمو العالمي وتوافر بعض المنتجات في أفريقيا مثل القمح والأسمدة».
كما قال مكثر ديوب المدير العام لمؤسسة التمويل الدولية، وهي من أذرع البنك الدولي، «لقد تعرضت الاقتصادات الأفريقية لصدمة ولم تستعد بعد معدلات النمو التي كانت عليها قبل عام 2019. ولا يزال الوضع صعباً خصوصاً مع التضخم الذي يؤثر بشكل غير متناسب على أفقر السكان».
لكن البعض يرى في الأزمات فرصة للدول الأفريقية لشقّ مسارات جديدة.
ويرى ديوب أن «أي أزمة هي فرصة لتغيير الوضع هيكلياً. هناك إمكان تحول اقتصادي لدى البلدان الأفريقية من خلال زيادة القيمة المضافة التي يتم استحداثها في القارة».