متابعة : المقال المغربي
بعد مضي 23 عاما على قرار الهجرة، وبعد ان قرر المهاجر المغربي عامر القندوسي العودة إلى مسقط رأسه دوار القبة نواحي واد امليل بعدما جنى ثروة من التضحيات والعمل الجاد في بلد الغربة(اسبانيا). قرر استثمار هذه الثروة في بناء منزل فاخر(فيلا) يمثل به رمزا للتحقيق والنجاح الذاتي له وحسب تصريحه انه اراد من خلال ذلك أن يستقر بشكل نهائي بالمغرب وأن يربي أبناؤه في بيئة تطبعها العادات والتقاليد المغربية.
ومع أنه كانت هذه الخطوة تعبيرًا عن حبه وانتمائه لوطنه وإيمانا منه بالعناية المولوية لصاحب الجلالة نصره الله وأيده بقضايا المهاجرين وتشجيعهم على الاستثمار في بلادهم، إلا أنه وجد نفسه أمام تحديات غير متوقعة، تبين أن مقالع الحجر “كاريانات” التي لا تبعد الا خطوات قليلة عن منزله قد تسببت في تأثير سلبي على بنية منزله الأساسية بفعل مرور شاحنات ثقيلة محملة باطنان من الاحجار بمقربة من منزله، حيث أدت إلى ميول المنزل وظهور شقوق تهدد بالتسبب في تدهور التشييد تمت معاينة الاضرار من طرف كاميرات الصحافيين.
وبعد عدة ضغوطات من طرف لوبي المقالع قرر المهاجر المغربي بيع منزله لأصحاب المقالع بثمن رخيص، لكن المهاجر لم يستسلم أمام الضغوطات، حيث وضع شرطا أساسيا قبل إتمام الصفقة، وهو ضرورة معاينة المنزل من طرف خبير وتعويضه عن الأضرار التي لحقت بالمنزل نتيجة تأثير مقالع الحجر كشرط أساسي لإتمام عملية البيع.
هذا الشرط يعكس وعي المهاجر بحقوقه وحماية ممتلكاته، ويسلط الضوء على رغبته في التعاون البناء بينه وبين اصحاب المقالع من اجل إستدامة التنمية محليا وعدم عرقلتها. فقد تجسد هذا الإجراء مفهوم المسؤولية الاجتماعية التي يجب أن ترافق التنمية الاقتصادية.
لكن بعد عملية البيع، تفاجأ المهاجر بإرسال المشتري لعون قضائي مصحوبا بأمر إفراغ المنزل، هذا التطور يضيء على مفارقة مؤلمة بين الاتفاق الاولي الذي تم بينه وبين المشتري المنتمي للوبي المقالع والاجراء الذي قام به هذا المشتري، مما جعل الوضع أكثر تعقيدا.
ليلتجئ المهاجر الى طرق ابواب عدة إدارات محلية وإقليمية بهدف إنصافه بل وصل به الحد الى الوقوف أمام البرلمان لكن دون آذان صاغية.
ففي تصريح لهذا المهاجر أكد أن أصحاب المقالع بمنطقة واد امليل هم لوبي يتكون من سياسيين محليين وإقليميين وأعيان المنطقة لهم نفوذ وعلاقات ويشتغلون بمبدأ “دهن السيل” ويسكتون جميع من ينتقد “كاريانات واد امليل” ليستغلو تلك الثروة البيئية التي حباها الله للمنطقة بكل أريحية دون مراعاة لشروط السلامة الخاصة بالعاملين والساعات القانونية للعمل بل اكثر من ذلك انهم ينقبون على الاحجار داخل الوادي -حسب ادعائه- مما قد يسبب فاجعة في حالة هطول الامطار لا قدر الله.
الاسبوع الماضي تفاجأ المهاجر بصدمة جديدة عندما تبين له حرمانه من الحصول على شهادة السكنى له ولأبنائه بالقيادة المحلية هذه الوثيقة الأساسية، التي تعتبر ضرورية للعديد من الأمور الحياتية، تشكل أحدث عقبة أمامه، مضيفة لتعقيدات الوضع الذي وقع فيه.
حيث رأى المهاجر أن فقدان حقه في الحصول على شهادة السكنى يجعل من المهم مرة أخرى التدخل الإعلامي لتسليط الضوء على هذا الجانب الآخر من المشاكل التي وقعة له مما أثر سلبا على حالته الجسدية والنفسية.
لذى وبعد ان انغلقت جميع الابواب في وجه هذا المهاجر الذي أفنى حياته ليحظى بتقاعد مريح في بلدته الام دوار القبة واد امليل فإنه يناشد السدة العالية بالله صاحب الجلالة نصره الله وأيده لإنصافه مما تعرض له من ضغطي نفسي وجسدي رهيب اربك سيرورة حياته هو وأسرته. “ولادي فعارك أسيدنا”