عالم التقنية

“ناسا” تكشف عن أسرار جديدة في المريخ

المقال المغربي-وكالات

كشفت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” عن ماتحمله عينات الصخور المجمّعة بواسطة “بيرسيفيرانس” من أسرار المريخ.

وأعلنت وكالة ناسا يوم الجمعة أن الصخور الأولى التي جمعتها “بيرسيفيرانس” كشفت أن حفرة “جيزيرو” كانت ذات يوم “بيئة مستدامة يمكن أن تكون صالحة للحياة”.

وتأتي هذه الأخبار في أعقاب المهمة الناجحة للمركبة الجوالة في جمع عينتين من الصخور في وقت سابق من هذا الأسبوع: “Montdenier” و”Montagnac”.

وتحتوي العينات الأساسية على تركيبة بازلتية، يقول العلماء إنها ربما تكونت من تدفقات الحمم البركانية القديمة ويمكن أن توفر جدولا زمنيا للبحيرة القديمة – من وقت تشكلها إلى وقت اختفائها.

ويشير مستوى التغيير الذي يراه العلماء في الصخر الذي قدم العينات الأساسية – وكذلك في الصخر الذي استهدفه الفريق في أول محاولة للحصول على العينات – إلى أن المياه الجوفية كانت موجودة لفترة طويلة.

وجمعت “بيرسيفيرانس” عينات الصخور في 6 و8 سبتمبر، ومنذ ذلك الحين قام الفريق بتحليلها من مسافة 239 مليون ميل.

وقال ميتش شولت، من مقر ناسا وعالم برنامج البعثة في بيان: “هذه العينات لها قيمة عالية للتحليل المخبري المستقبلي على الأرض. في يوم من الأيام، قد نكون قادرين على تحديد تسلسل وتوقيت الظروف البيئية التي تمثلها معادن هذا الصخر. وسيساعد هذا في الإجابة عن السؤال العلمي ذي الصورة الكبيرة لتاريخ واستقرار الماء السائل على المريخ”.

وحدد الفريق الأرضي أن هناك أملاحا داخل عينات الصخور التي ربما تكونت عندما تدفقت المياه الجوفية من خلالها وغيّرت المعادن الأصلية في الصخر، أو على الأرجح عندما تبخر الماء السائل، تاركا الأملاح.

وشاركت ناسا في البيان: “ربما تكون المعادن الملحية في أول قلبين صخريين حاصرت فقاعات صغيرة من مياه المريخ القديمة. وإذا كانت موجودة، يمكن أن تكون بمثابة كبسولات زمنية مجهرية، تقدم أدلة حول المناخ القديم وإمكانية الحياة على المريخ. وتُعرف معادن الملح أيضا على الأرض لقدرتها على الحفاظ على علامات الحياة القديمة”.

ويفترض العلماء أن المياه الجوفية تنبع من المياه التي كانت تتدفق داخل “جيزيرو”، أو قد تكون انتقلت عبر الصخور بعد فترة طويلة من جفاف البحيرة.

وعلى الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كانت المياه التي غيرت الصخور موجودة لعشرات الآلاف أو لملايين السنين، تعتقد وكالة ناسا أنه من المؤكد أن الماء كان موجودا لفترة كافية لجعل المنطقة أكثر ترحيبا بالحياة المجهرية في الماضي.

ويقع موقع عينة “بيرسيفيرانس” المحتمل التالي على بعد 656 قدما فقط في “جنوب سيتاه”، وهي سلسلة من التلال المغطاة بالكثبان الرملية والصخور وشظايا الصخور.

وحاليا، تخطط ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية لإطلاق مركبتين فضائيتين أخريين ستغادران الأرض في عام 2026 وتصلان إلى المريخ في عام 2028: ستنشر الأولى مركبة جوالة صغيرة تشق طريقها إلى “بيرسيفيرانس”، وتلتقط أنابيب أخذ العينات المملوءة وتنقلها إلى “مركبة صعود المريخ” – صاروخ صغير.

وسينطلق هذا الصاروخ ويضع الحاوية في مدار المريخ، ما يعني أنها ستطفو بشكل أساسي في الفضاء.

وفي هذه المرحلة، ستقوم المركبة الفضائية الثالثة والأخيرة المشاركة في العملية الصعبة بمناورة بجوار حاوية العينة، وتلتقطها وتعيدها إلى الأرض.

وبعد نجاح إعادة دخولها إلى الغلاف الجوي للأرض، ستهبط في ملعب تدريب عسكري في ولاية يوتا عام 2031، ما يعني أنه لن يتم دراسة عينات المريخ لمدة 10 سنوات أخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى