بقلم عصام أمكار
من يستطيع أن يقول : تجاوزنا السكتة القلبية التي نبه إليها الملك الراحل الحسن الثاني؟ ولماذا لم تعد مخيفة القطيعة
التي بين المواطنين والمؤسسات؟
ولماذا تخلى المغاربة عن انتظارهم لوعد جديد؟
ولماذا تكيفوا مع اليأس التام من التغيير؟
ومن المستفيد من هذا اليأس؟
وهل يمكن أن يستفيد مستفيد من هذا الياس، دون أن تكون له مطامع سياسية غير مشروعة؟
وهل توجد مؤسسة من مؤسسات الدولة والمجتمع في مستوى رصد تناقضاتها، أقصد التناقضات المدمرة لوحدتها؟
لماذا هذا الاستغناء الكلي عن دروس الماضي، الدروس القاسية التي جعلت الساسة، في حينها، مثل تلاميذ لم يستعدوا للامتحان؟
إلى متى يبقى أشخاص لا يمارسون السياسة في مواقع سياسية؟
إلى متى يقصى كل من يفكر في المستقبل القريب، ويعدم سياسيا من يفكر في المستقبل البعيد؟
هل انهيار المشترك الوطني أمر لا مفر منه، أمر حتمي، قضاء و قدر؟……..
هناك اكتئاب عام، ولا يرافقه أي احساس بالاكتئاب.:…
ألم يشهد المغاربة، فيما مضى، مثل هذا الاكتئاب الذي تجاهلته النخبة الحاكمة، إلى أن صدمت بأحداث لم يتوقعها أحد ?!!!
إذا كان المطلوب أن يصمت الجميع، فماذا سيحدث بعد فرض هذا الامر على الجميع؟.
أي قوة سيولدها هذا الاختناق الذي يبدو وضعا طبيعيا؟
وهل هناك استحضار لاستراتيجية القوى الغربية التي لم تعد قادرة إلا على التصرف وفق مشروعها (الفوضى الخلاقة)، الفوضى التي تبدأ بهدم القمة قبل القاعدة؟!
وكيف تبنى التصورات في أذهان أغلبية الشعب الذين من المستحيل أن تتغير اوضاعهم في ظل هذا الوضع?!
هل صار من المتاح معرفة كيف يفكر المغاربة في يومهم وغدهم؟
أليست هناك سرية تلقائية يعتمدها المغاربة في تقديم أنفسهم؟
هل من المستحيل أن ينتفض التاريخ في عقول من يستطيعون أن يرفعوا أصواتهم، دون أن يشكك أحد في وطنيتهم؟
هل فات الأوان؟
إذا كنا في الحضيض، ونحن فيه بالتأكيد، ماجدوى أن نسأل من أوصلنا الى الحضيض؟ إذا كان السائل والمسؤول في نفس الحضيض؟
قلب الوطن على أبنائه وقلب الأبناء حجر .