سليم لواحي – المقال المغربي
لم تر العديد من المشاريع الكبرى التي أطلقها المكتب الشريف للفوسفاط النور بعد، وتسببت في احتقان كبير، وحسرة في نفوس ساكنة خريبكة والمدن والقرى المنجمية التي ضحت بالغالي والنفيس لتنتج معدن الفوسفاط العالمي.
مقابل المشاريع المتعثرة أو تلك التي تحوم حولها مجموعة من الأسئلة، تعيش هذه المدن الحرمان من أبسط الحقوق، وتنمية توقف قطارها عن المسير، فتلاشت معها الآمال والأحلام، وتحول اليأس إلى مسلمة أن اللحاق بركب مدم وأقاليم مجاورة أصبح من المستحيلات، بعدما تبخرت آمال نهضة اقتصادية وثقافية واجتماعية ورياضية تخرج خريبكة من التصنيف القروي إلى الحضري.
ويعتبر ملف القاعة المغطاة المسيرة من الحكايات أو القصص التي ستروى للأجيال اللاحقة، ضمن حكايات الخيال، تنطلق من كذبة مفادها أن المكتب الشريف للفوسفاط سيثمن السياحة المنجمية بإعادة تدوير كل المنشآت الصناعية وتأهيلها لتصبح من أهم المنشأت في المغرب، عن طريق إعمار المناجم ومنحها حياة جديدة.
للأسف الشديد تم إجهاض المشروع وتوقفه دون أن يكتب له أن يخرج إلى حيز الوجود، حيث كانت مدة الإنجاز محددة في ست سنوات، لكنها تخطتها بأربع أخرى دون أن ير لهذا المشروع أثر، حيث كشفت مصادر تخلي المجمع الشريف للفوسفاط عن خدمات الشركة المكلفة لتورطها في خروقات كثيرة، دون أن يخرج مسؤولو المجمع بتوضيحات لكشف أسباب هذا التعثر.
فهل سيصدر المجمع بلاغا يؤكد أو ينفي فيه الأخبار التي تتحدث عن وجود إشعاعات بالتربة المستعملة في الأشغال؟ وهل سيجرؤ على كشف التكلفة المالية التي أهدرت على مشروع فاشل؟ وما هي الخروقات التي ارتكبتها الشركة المكلفة؟ ومن هم المسؤولين المتورطين في العملية؟ وهل سيتم ربط المسؤولية بالمحاسبة؟