أنوار لوطفي-المقال المغربي
استضاف ماستر دراسات في التراث المادي واللامادي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال، الإثنين 19 دجنبر 2022، الباحث والعازف وديع ملين في لقعء موسيقي تطبيقي، جاء بمبادرة وإشراف الدكتور أبو بكر العزاوي، أستاذ التعليم العالي بنفس الكلية وأستاذ مادة التراث الموسيقي المغربي الأندلسي.
ويأتي هذا النشاط في إطار الإسهامات العلمية للدكتور أبو بكر العزاوي في وحدة الحفاظ على التراث الفني. وقدّم الأستاذ وديع ملين دروسا نظرية وتطبيقية لطلبة جميع الأفواج في الطرب الغرناطي، الطبوع والمصطلحات وغيرها من القواعد التي تؤطر هذا الصنف من الموسيقى التراثية، اللحنية، الإيقاعية والشعرية.
وركز الأستاذ وديع ملين في تقديمه على محاور كثيرة كالتعريف بالطرب الغرناطي بوصفه فرعا من فروع التراث الموسيقي الأندلسي، المنظومة اللحنية، الإيقاعية والشعرية، ثم الأداء الأركسترالي والأنواع الشعبية والكلاسيكية ذات الصلة.
وعزز الأستاذ ملين عرضه النظري بتطبيقات دقيقة قام من خلالها بالعزف والوقوف عند نوبات رمل الماية والصيكة والزيدان، واختتمت الحصة التطبيقية بأداء الطلبة لشذرات من النوبات الأندلسية كرمل الماية، الأصبهان والرصد. كما ألقى الطلبة تحت إشراف الدكتور أبو بكر العزاوي قصائد من السماع والمديح كقصيدة البرضة بمناسبة هذا اللقاء.
وشكر الفنان وديع ملين الأستاذ العزاوي على دعوته الكريمة التي وجهها إليه، معربا عن امتنانه لهذا الترحيب من طرف طلبة ماستر التراث المادي واللامادي، مشيدا أيضا بالدور الذي يلعبه هذا الماستر في الحفاظ على جميع أنواع التراث المادي واللامادي. وعرف اللقاء تقديم الأستاذ وديع ملين لكتابه “الضروري في الطرب الغرناطي” أمام طلبة الماستر كثمرة لسنوات طويلة من البحث في هذا المجال.
وشكل اللقاء مناسبة للتعريف بالإطار التاريخي لظهور هذا الرافد من روافد التراث الموسيقي العربي الأندلسي في تلمسان والجزائر العاصمة وفي وجدة والرباط، كما كان مناسبة أيضا للتركيز على عناصر التقارب، ونقاط الاختلاف بين الطرب الغرناطي وطرب الآلة والطبوع والمقامات.