تحت شعار”المهندس، أي دور من أجل إقلاع اقتصادي تنافسي في ظل التحديات الراهنة”،عقدت منظمة حركة المهندسين، المنظمة الهندسية الموازية لحزب الحركة الشعبية،مؤتمرها الوطني الثالثبالرباط، برئاسة السيد حميد خليفي ومشاركة مهندسات ومهندسينمنتمين إلى جل جهات وأقاليمالمملكةومن مختلف التخصصات، وفي بداية الأشغال، استهل السيد حميد خليفي،رئيس حركة المهندسين، كلمتهالافتتاحية بالترحيب بالحضور واستعرض منجزات المنظمة خلال الفترة الممتدة ما بين سنتي 2018والأسدس الأول من سنة2022 ، أمام الحضور الذي كان يضم وزراء وقيادات الحزبورؤساء وممثلي الهيئات الهندسية الوطنية.
هذا ودعا حميد خليفي، رئيس حركة المهندسين، إلى توفير الظروف الملائمة لعمل المهندسين، مبرزا أن الظروف الحالية لا تسمح بما فيه الكفاية باستثمار كل طاقات الكفاءات المغربية في ميدان الهندسة.
وفي كلمته التوجيهية قال محند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، إن المهندس “أصبح اليوم يلعب، أكثر مما مضى، دورا أساسيا في تطور وتقدم البلاد، خصوصا في ظل ما نعيشه من ثورة في مجال الرقمنة واستعمال التكنلوجيا الحديثة.”
واستطرد قائلا: “علينا أن نفكر في كيفية توظيف المهندسين في تطوير بلادنا، وأن يكونوا فاعلين أقوياء في السياسة الاقتصادية المتبعة ومواكبة التطور الذي يعرفه في المغرب.”
واعتبر رياض مزور وزير التجارة والصناعةفي كلمة له خلالفعاليات هذا المؤتمرأن المغرب شرع في بناء أسس الإقلاع الاقتصادي منذ عشرين عاما، “واليوم لدينا بنية تحتية تمكن بلدنا من الإقلاع، وهي من أجود البنيات التحتية الموجودة في العالم وليس في القارة الإفريقية فقط.”
ونوه المسؤول الحكومي إلى أن “المستثمرين الأجانب يأتون إلى المغرب بفضل الكفاءات المغربية وقدرتها وإنتاجيتها، إضافة إلى أن العمال والتقنيين والمهندسين المغاربة يتأقلمون بسرعة مع تفكير وعقلية المستثمرين الأجانب.”
ومن جهته ثمنالسيد سعيد أمسكان، رئيس المجلس الوطنيخلال مداخلته، الدور الذي يطلع به المهندس في الحياة السياسية مشددا على ضرورة انخراطه كدافعة لتجويدها، منوها بالمنحى الإيجابي الذي عرفه أداءهذه المنظمة منذ الإحداثوذلك بفضل انضباط والتزام أعضائها.
ونوه إدريس السنتيسي، رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، بمستوى المهندسين المغاربة، مبرزا أنهم “يبلون البلاء الحسن في كل المحافل الوطنية والدولية، ولديهم من الكفاءة العلمية والتكوين ما يؤهل بلدنا للذهاب بعيدا.”
وسجل السنتيسي “أن الاستقرار السياسي والأمني الذي يتمتع به المغرب والموقع الجغرافي الإستراتيجي عوامل تجعل من بلدنا مؤهلا لتحقيق إقلاع اقتصادي قوي على غرار الدول الآسيوية؛ ولكن شرط الانتقال من الإنتاج إلى الإنتاجية.”
محمد المسعودي، رئيس المنتدى الحركي الجامعي، دعا إلى الانتقال بالمهندس المغربي من وضعية العمل في الوظيفة العمومية بعد التخرج إلى تشجيعه على خلق مقاولة، قائلا: “لا نكوّن المهندسين لكي يشتغلوا في الوظيفة العمومية، بل من أجل أن يخلقوا مقاولاتهم ويخلقوا مشاريع في القطاع الخاصكماأوصى المسعودي المهندسين المغاربة بالتوجه إلى الاستثمار في القارة الإفريقية، معتبرا أنها سوق واعدة.
من جهتها، أجمعت باقي مداخلات على الدور الذي يطلع به المهندس في الحياة السياسية، مشددين على الدور الفاعل والمهم في التنمية وقادرة على الرفع من المؤشرات الخاصة على مجموعة من المستويات، مشيرين إلى مشاركتهم السياسية الفاعلة ومساهمتهم في تجويدها والارتقاء بالخطاب والممارسة السياسيين.
بعد ذلك، قامالمهندسون الحركيون بتكريمالسيدة الفاضلة للا حليمة عسالي المحترمةباعتبارها من الرموز النضالية الحركية البارزة والقيمة وتعبيراً لها عن شكرهم وامتنانهملما قدمت لهم من خدمات جليلة منذ تأسيس حركة المهندسين.
كما تم كذلك تكريم السيد محمد عيسي، رئيس النقابة الوطنية للمهندسين المغاربةبكونه من الشخصيات البارزة في الساحة الهندسية وتعبيراً له عن شكرهم وامتنانهم لكل ما قدم خدمة للقضية الهندسية بالمغرب.
وذلك قبل عرض شريط فيديو يوثق جميع انجازات وأنشطة هذه الهيئة الهندسية منذ تأسيسها.
وقد تضمن جدول أعمال المؤتمر وفقا لمقتضيات ومضامين الإطارالقانوني للمنظمة جملة من النقاط أبرزها عرض تقاريرالأداء السياسي والتنظيمي والمالي ومناقشتها، حيث تمت المصادقة على التقريرين الأدبي والمالي، علاوة علىتعديلات وتحييناتفي القانون الأساسي.
وبعد استقالة جميع هياكل التنظيمالمنتهية ولايتها، تم فتح باب الترشيح لانتخاب الهياكل الوطنية للمنظمة وفقا لمقتضيات القانون الأساسي،حيث تم تقديم لائحتينللترشيح، حيثحضت لائحة المهندس حميد خليفي بإجماع المؤتمرين، وبهذا تم انتخابه رئيسا لحركة المهندسين بمجلس وطني يتكون من 61 عضوا منبثقين عن المؤتمر الوطني وبعد ذلك انتخب المجلس الوطني من بين أعضائه مكتب تنفيذي يتألف من 21 عضوا.
إثر انتخابه، أكد المهندس حميد خليفي، الرئيس المنتخب، على أن الباب يبقى مفتوحا أمامجميع المهندسات والمهندسين الحركين للاشتغال من داخل هياكل التنظيم والرقي به من أجل خدمة وإشعاع حزب الحركة الشعبية في الحقل السياسي الوطني.
كما شدد على ضرورة الالتزام والتقيد بالقانون الأساسي المنظم لحركة المهندسين والذي يحتم تنزيل مضامين الديمقراطية الحقة، مستحضرا كذلك الأهداف التي أسست من أجلها هذه الهيئة الهندسية ومعتزا بالانتماءلحزب عتيد كحزب الحركة الشعبية بقيادة السيد الأمين العام محند لعنصر الذي لطالما يحرص على دعم و رعاية الطاقات والأطر وكذا تقوية مشاركتهم في الفعل السياسي، كما أكدالرئيس المنتخب علىإرادته القوية لتقوية المنظمة وجعلها فضاء للتفكير والاقتراح والمبادرة منوها بالمجهودات التي تبذلها المؤسسة الحزبية من أجل وحدة الحركيين، مشيرا إلى حساسية المرحلة الراهنة وما تقتضيه من جدية تامة في العمل الدؤوب والمساهمة الفعالة في إنجاح محطة المؤتمر الوطني الرابععشر لحزب الحركة الشعبية.
وفي الختام تمت قراءة والمصادقة على البيان الختامي للمؤتمر الوطني الثالثلحركة المهندسين، بعد ذلك تم رفع برقية الولاءوالإخلاص، للسدة العالية بالله صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.