سليم لواحي-المقال المغربي
في إطار انخراطه الدائم في دينامية ترسيخ القيم الديمقراطية وتوطيد ثقافة الحقوق، ساهم منتدى المواطنة بشراكة مع مؤسسة وسيط المملكة، في تنظيم ندوة فكرية متميزة ضمن فعاليات الدورة 30 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، وذلك يوم الإثنين 21 أبريل 2025، بعنوان “وسيط المملكة بعيون المجتمع المدني”، وبشعار جامع: “الجامعة والمجتمع المدني: روافد داعمة لثقافة الوساطة”
الندوة كانت فرصة لفتح حوار مؤسساتي-مدني، حول موقع الوساطة كممارسة حقوقية، وآلية ديمقراطية لتعزيز ثقة المواطن في الإدارة، كما عرفت مساهمات نوعية من شخصيات أكاديمية ومدنية مرموقة.
وساطة المؤسسات في مرآة الجمعيات
الدكتورة خديجة مروازي، الخبيرة الحقوقية ومؤسسة عدالة، وضعت الأصبع على الإشكالات والتقاطعات بين العمل الجمعوي وآليات الوساطة المؤسساتية، معتبرة أن الوساطة لا يمكن أن تكون فعالة دون بناء جسور الثقة والتعاون بين الفاعلين المدنيين ومؤسسة الوسيط، مشيرة إلى ضرورة إدماج المجتمع المدني في تقييم الأداء والتوصيات.
الإدارة المواطنة تبدأ من الوساطة
من جهته، أبرز الدكتور عبد العالي مستور، رئيس منتدى المواطنة، أن الوساطة المؤسساتية هي مدخل أساس لدمقرطة الإدارة، وتمكين المواطن من الولوج إلى الحقوق بكرامة وعدالة. وأكد على أن هذا اللقاء يشكل لحظة إنصات وتفاعل بين مؤسسة دستورية والمجتمع المدني، في أفق تطوير الممارسات، وتجديد التعاقد بين الدولة والمواطنين.
وساطة بأفق جديد
الندوة التي نشطتها السيدة فاطمة كرشش، مستشارة بديوان وسيط المملكة، عكست إرادة حقيقية في الانفتاح على الطاقات المدنية وتوسيع قاعدة التفاعل مع الانتظارات المجتمعية، وهو ما يندرج ضمن مهام الوسيط كما نص عليها دستور 2011.
إن إشراك المجتمع المدني في تقييم أداء مؤسسة الوسيط ليس فقط ممارسة تشاركية، بل هو ضمان لاستمرار الوساطة كرافعة للعدالة الإدارية، وكمكون من مكونات البناء الديمقراطي الجديد الذي يجعل من المواطن محور السياسات العمومية