مدينة وادي زم مقصية من شهر التراث

أحمد فتح الله – المقال المغربي 

بخلاف النشاط السنوي اليتيم لحصتها من المهرجان الوطني لعبيدات الرما الذي لوحظ تراجع مستواه سنة بعد أخرى، بعدما هيمنت مدينة خريبكة على جل أنشطته المرافقه له، ظلت مدينة وادي زم مهمشة ثقافيا وما تزال بشكل يدعو إلى الاستغراب، على الرغم مما تزخر به من ثراث مادي وغير مادي لا يمكن نكرانه.

مناسبة الحديث جاء بعد الإفراج مؤخرا عن برنامج التراث الشهري الذي سعت وزارة الشباب والثقافة والتواصل قطاع الثقافة بجهة بني ملال خنيفرة إلى تنفيذه منذ منتصف الشهر الحالي إلى غاية منتصف ماي المقبل، ذلك أن هذه المديرية الجهوية تعمدت تجاهل أو إقصاء مدينة وادي زم، من هذا البرنامج بشكل يدعو إلى وضع تساؤلات عدة حول ما إذا كانت الجهة المعنية المنظمة للحدث الجاري جاهلة بالهوية التاريخية والثقافية والتراثية للمدينة أم أنها تسعى للترويج ثقافيا وسياحيا لمناطق بالجهة على حساب مناطق أخرى رغم ما تزخر به من مؤهلات وإرث تاريخي حابل بما هو فني وفكري، وتراث شفهي يجعل منها استثناءً.

يفرض على منظمي مثل هذه الأنشطة أن يسعوا من ورائها أولا إلى تحقيق توازن في هذا الجانب يلامس كل مدينة أو قرية أو منطقة من تراب الجهة .

فوادي زم بتاريخها المقاوم الحابل بسير المجاهدين، وقصص الشهداء، وما تواثر من الحكي عن معارك عظيمة ما تزال أمكنتها شاهدة على ذلك، وحاضرة في عدد من الأغاني الشعبية …ثم أليست بحيرة وادي زم تراثا ماديا وجب الاحتفاء به والترويج له؟؟ .

هي وادي زم مهمشة من كل الجوانب لأنها لا تملك عمة في العرس كما يقولون ..وهذا هو مفهوم العدالة المجالية الذي تسير به جهة بني ملال خنيفرة !.

Exit mobile version