كهوف البهاليل.. من مقاومة المستعمر إلى دور ضيافة تستهوي السياح

تضم مدينة البهاليل التي تبعد عن مدينة فاس بنحو 26 كيلومترا ولا يفصلها عن صفرو سوى خمسة كيلومترات، حوالي 600 كهف تنتشر بمختلف أحياء المدينة وتطالع الزوار والضيوف الذين يتوافدون عليها.ولهذه الكهوف، التي تختلف أشكالها وأحجامها ودرجة اتساعها، استعمالات عديدة، حيث يتخذها الكثير من ساكنة المدينة لاسيما من محدودي الدخل أو من يوجدون في وضعية هشاشة وعوز كمنازل للسكن والاستقرار رفقة أفراد أسرهم لعدم قدرتهم على اقتناء أو اكتراء مساكن عادية، بينما يفضل آخرون استغلالها في إيواء الدواب والمواشي وتخزين المواد والمنتجات الفلاحية.

غير أنه في السنوات الأخيرة، سعى عدد من أبناء المدينة التي يبلغ تعداد سكانها حوالي 12 ألف نسمة، جاهدين لتأهيل وتثمين هذه الفضاءات وجعلها في أبهى حلة ممكنة من أجل تحويلها إلى دور ضيافة ومآو سياحية تستقطب العديد من السياح المغاربة والأجانب.

وبدأت هذه الفضاءات، التي اضطلعت في السابق بدور تاريخي حيث كانت تُستعمل كمقر لعقد اجتماعات رموز المقاومة، ومخبأ للأسلحة وتوزيع الخطط لمواجهة المستعمر الغاشم، تشهد في السنين الأخيرة توافدا وإقبالا كبيرا للسياح من مختلف أنحاء المغرب وكذا الأجانب لاكتشافها والاستمتاع بالأجواء الفريدة والمتميزة داخلها.التهامي أنجام، من ساكنة البهاليل، قاده حسه المرهف وغيرته على هذا الموروث الهام إلى تأهيل كهفين في ملكيته والاعتناء بهما وتحويلهما إلى دور ضيافة تستقطب العديد من السياح المغارب والأجانب.

وأوضح التهامي، المتقاعد عن العمل، أن السياح الذين يقصدون الكهوف تستهويهم بشدة غرابة ودفء المكان، ويعربون عن إحساسهم بالراحة والسكينة داخلها.وبرأي المتحدث فإن العديد من الوافدين على الكهوف يفضلون هذه الفضاءات عن غيرها من الفنادق والرياضات العصرية، بالنظر إلى كونها تتسم بالهدوء والتكييف الطبيعي حيث تكون باردة في الصيف ودافئة في الشتاء، ما يزيدها جمالية.قال التهامي أنجام، أن حرصه على تحويل عدد من الكهوف إلى دور ضيافة في حلة جملية تستقطب السياح المغاربة والأجانب ينم عن اعتزازه بمدينة البهاليل ورغبته في صون ثقافتها والتعريف بها على نطاق واسع.

وأضاف أنه حرص على تزيين الكهوف بتحف محلية ومغربية نادرة كي تزيدها رونقا وتبدو في أبهى حلة ممكنة، مشيرا إلى أن السياح الأجانب الذين حلوا بهذه الفضاءات أكدوا استمتاعهم بهذه التجربة الفريدة والرائعة.واستعرض التهامي، في سياق متصل، الأدوار التاريخية الهامة التي اضطلعت به هذه الفضاءات في مقاومة المستعمر الغاشم والدفاع عن الوحدة الوطنية والترابية، مما يستدعي “الحفاظ عليها وصونها من الإهمال”.

والأكيد أن سياحة “الكهوف” ستحول مدينة البهاليل إلى قبلة متميزة للسياح المغاربة والأجانب الراغبين في قضاء أوقات رائعة والاستمتاع بتجربة فريدة وغير مسبوقة، وستسهم أيضا في تحريك العجلة الاقتصادية بالمنطقة.

Exit mobile version