فلاحون بـ”آيت حدو أوحمو” بأجلموس يحذرون من استنزاف مستثمر مياههم الجوفية

بوعزة حباباش- المقال المغربي

يتحرك مجموعة من فلاحي منطقة “ايت حدو اوحمو” جماعة أجلموس بإقليم خنيفرة للاحتجاج تعبيرا عن رفضهم لاستمرار حفر الآبار بمنطقتهم من طرف مستثمر فلاحي، محذرين من استنزاف الفرشة المائية التي تشكل مصدر عيشهم، وهو ما قد يؤدي إلى حدوث أزمة عطش ويدفعهم إلى الرحيل عن ضيعاتهم.

وتجمع مجموعة من سكان “ايت حدو اوحمو”، في أكثر من محطة الأسبوع الماضي، معبرين عن استنكارهم لاستنزاف مزارع ”البطاطس” للمياه الجوفية، غير أن أصواتا أخرى من نفس المنطقة تنظر الى الموضوع من جهة اخرى وتطالب بتطبيق القانون حماية لحق الجميع في الاستفادة من الماء.

وتعرف المنطقة نشاطا فلاحيا سقويا، واسعا، حيث تنتشر زراعة الاشجار المثمرة على هكتارات مهمة إضافة إلى ما يواكبه ذلك من انتشار الأحواض المائية والتي تشغل مساحات كبيرة من اراضي المستثمرين بالمنطقة. الأمر الذي طرح لدى البعض ضرورة تدخل الجهات المسؤولة لتنظيم السقي بالمنطقة وجلب المياه الجوفية وفق القانون، دون التوجه لإلقاء اللوم على مستثمر ”البطاطس” ما دام جل المزارعين يستغلون المياه الجوفية.

وعبر فاعل جمعوي، ابن المنطقة، بالمنطقة عن استنكاره للوضع القائم، مضيفا أن مجموعة من الأيادي التي تحرك الملف مستفيدة من الدعم الفلاحي، ما مكنهم من انشاء مقاولات فلاحية تستهلك كميات كبيرة من المياه الجوفية، ولم تكن لتتحرك، وفق تعبيره، إلا حماية لمصالحها ضد مستثمر “البطاطس” الوافد الجديد للمنطقة، داعيا إلى تنفيذ مقرر شامل كحل منصف للجميع، والمتمثل في وضع استراتيجية لتحديد الكميات المستهلكة من المياه التي يتم جلبها من الثقوب المائية المرخصة، مطالبا بتحرك الجهات المسؤولة لوقف عملية سقي عشرات الهكتارات من الأراضي الفلاحية الشاسعة، من قبل كل المزارعين بدون استثناء، حيث يعتبر تخزين المياه بالاحواض المائية الضخمة، تهديدا حقيقيا للثروة الجوفية، على عكس المزارعين والمستثمرين الجدد، الذين يكتفون باستعمال مضخات لجلب المياه إلى سقي حقول البطاطس مباشرة من ثقوبهم المرخصة.

وكانت الحكومة قد اتخدت قرارات من أجل المحافظة على الفرشة المائية، وكذا تقنين وترشيد الاستغلال الجيد للمياه الجوفية في السقي، غير أن إقدام بعض الفلاحين على إحداث أحواض مائية احتياطية وجلب المياه لملئها عبر عدد من الآبار يشكل عائقا، ما يستوجب تدخل المسؤولين للحد مما أوجه “جرائم” استنزاف الفرشة المائية من طرف العشرات من كبار الفلاحين.

فيما ترى مصادر أخرى أن غياب المراقبة من قبل الجهات المسؤولة محليا واقليميا وشرطة المياه، التابعة لوكالة الحوض المائي، والاقبال الكبير على انشاء الاحواض الإحتياطية للسقي، تهديدا كبيرا في ظل أزمة الجفاف بالمنطقة خاصة والتي نعيشها بلادنا.

Exit mobile version