دبلوماسية الفكر المغربي

بقلم د-الحبيب ناصري-المغرب 

جولات عديدة قمت بها خارج المغرب، وهي جولات لها صلة بمشاركاتي العديدة في ندوات فكرية ومؤتمرات تخصصية ولجن تحكيم مهرجانات سينمائية، الخ، وهو ما سمح لي بمعرفة صورة بلدي خارج حدوده الجغرافية من طنجة حتى لكويرة.كنت ولازلت حريصا على قراءة كيف يتلقانا الآخر ؟.

كنت دوما، ومن خلال هذه الزيارات، حريصا على معرفة بعض انطباعات من زار المغرب ومن لم يسبق له ان زاره وسمع عنه أو شاهد شيئا ما عنه؟. لي عمل فكري/فني في هذا الشأن، وأتمنى أن تساعدني ظروفي المهنية وبعض الالتزامات الكثيرة المنخرط فيها، أن اخصص له وقتا كافيا لاخراجه للوجود لما له من قيمة فكرية/فنية مفيدة لبلدي المغرب.

عديدة هي التمثلات التي من الممكن تفكيكها وفق المجالات المهتمة بها ووفق أيضا طبيعة الشخوص التي زودتني بمعلومات مهمة ومفيدة جدا لهذا العمل الذي أتوفر على مسودته الان.

مجالات تاريخية:

يشكل البعد التاريخي، عنصرا مهما في فهم طبيعة الصورة التي توجد عند هذا المثقف العربي. بمعنى أن ذكر المغرب، يحيله مباشرة إلى حقب تاريخية عديدة مميزة لهذا البلد كعلاقة المغرب بالاندلس، وطبيعة الدول التي حكمت المغرب وكيف أن هذا البلد لم يولد من فراغ بل هو بلد راكم العديد من الحقب التاريخية والعديد من الرموز التاريخية المؤسسة لهذا البلد والصانعة لتاريخه . مدن مغربية تاريخية حاضرة أيضا في صورهم وتمثلاهم عن هذا البلد مثل مدينة فاس ومراكش والرباط، الخ. بعد تاريخي تحضر رائحته في العديد من ثنايا كتاباتهم ونقاشاتهم، الخ.

المجالات الفكرية:

الفكر المغربي، بدوره يهيمن في هذه النقاشات. تكاد تجد نفسك أمام ملامح مدرسة فكرية مغربية حاضرة وبقوة في كتاباتهم ونقاشاتهم أيضا. أسماء بارزة تحضر في ما تخطه أياديهم، مثل عبد الله العروي ومحمد عابد الجابري وطه عبد الرحمان ومحمد سبيلا ولحبابي والمرنيسي والتصوف الخ، مع استحضار محطات فكرية سابقة لها صلة بالموضوع، كمحطة ابن خلدون وابن رشد، الخ.

مجالات إبداعية متعددة:

أسماء فنية في مجال الرواية والنقد والموسيقى الشعبية، الخ، بدورها تطفو على السطح. أستحضر هنا محمد شكري ومحمد زفراف (كنماذج في السرد)وناس الغيوان وجيل جيلالة (كنماذج في الغناء الشعبي)ونعيمة سميح وعبد الوهاب الدكالي وعبد الهادي بلخياط (كنماذج في الغناء الحديث)ومحمد القاسمي ومحمد الشرقاوي ( في التشكيل) وعبد الكبير الخطيبي وعبد اللطيف اللعبي ومحمد برادة، الخ كأسماء نقدية/فكرية.

مجالات رياضية:

هي الأخرى تصبح بمثابة علامات مسوقة لصورة المغرب الموهوب. حيث تحضر بعض الأسماء الرياضية التي صنعت مجدا للمغرب الرياضي، فتذكر أسماء من قبيل عويطة ونوال المتوكل وعبد المجيد الظلمي والتيمومي والوداد والرجاء البيضاوي، الخ.

الطبخ المغربي:

بدوره يحتل مكانة بارزة في كل النقاشات. حيث يذكر المستجوبون العديد من الأكلات المغربية التي تلذذوها، مثل (البسطيلة والحريرة والسفة والطاجين واللحم المشوي والرفيسة، إلخ. بدوره هذا الأكل المغربي يتحول إلى ايقونة مغربية تعرف به وبحضارته.

العمران المغربي:

هو الآخر يصبح خطابا ثقافيا مميزا وصانعا لهذه الصورة المغربية الجميلة الموجودة والمشكلة لدى كل من حاورتهم.العمارة المغربية بكل ملامحها واثاثها وألبستها وحليها، الخ، تصبح عنصرا مؤسسا لهذه الصورة المغربية العريقة والجذابة المشكلة لدى الغير.

البعد الشعبي:

بعد يحضر في فهم طبيعة شخصية المغربي المنفتح على الجميع والمتقن للغات عديدة والقادر ان يتكيف مع اي ظرف حسب ما تمليه الوقائع.

القدرة على الربط بين الماضي والحاضر:

خصوصية أخرى حاضرة في هذه الصورة المشكلة عن المغربي. هو محب لجلبابه المغربي التقليدي وفي الوقت نفسه قادر على العصرنة ومسايرة مستجدات العصر. الشيء نفسه بالنسبة للمرأة المغربية التي تتميز بهذه القدرة على الربط بين الطابع المحافظ والمنفتح . وقيل لي إن هذا واضح حتى في طبيعة الحياة داخل المدينة المغربية وما مدينة الدار البيضاء الا ذلك النموذج الذي كرر عدة مرات.

السينما مجال لهامش حرية حاضر:

بدورها السينما ومهرجاناتها حضرت في هذه الحوارات وتم ذكر أسماء سينمائية عديدة كسهيل بن بركة والمعنوني والركاب، الخ. وقد طرحت فكرة هامش الحرية الموجود في هذه السينما وكيف ان المهرجانات السينمائية كانت فرصة أيضا لجعل بعض المثقفين يزورن المغرب.

الجامعات المغربية:

تم ذكر مجموعة من الجامعات، لاسيما جامعة محمد الخامس والقاضي عياض، حيث شارك بعض المستجوبين في انشطتها الفكرية والعلمية، وكانت فرصة لمعرفة العديد من تفاصيل الحياة المغربية الفكرية وغيرها.

خلاصة

الفكر المغربي دبلوماسيته التي ساهمت في تشكيل صورة لها ملامحها الخاصة . فهل نعي بهذا ؟.

Exit mobile version