نورالدين ثلاج – المقال المغربي
قرر عمال الوساطة الفوسفاطيين التصعيد في النضال من أجل تحقيق إدماج مهني واجتماعي كحل نهائي لإنصاف عمال الوساطة الفوسفاطيين، نتيجة تفاقم الوضع الاجتماعي والمهني للشغيلة المفقرة، ونهج إدارة المجمع الشريف للفوسفاط سياسة الآذان الصماء تجاه المطالب العادلة والمشروعة العالقة منذ سنوات دون حل جذري، وكذا تزايد معاناة العاملات والعمال الذين يتم تفقيرهم بشكل مستمر من خلال إفساح المجال لشركات الريع لممارسة سلوكاتها العنترية وممارساتها التعسفية، وهجومها الكاسح على الحقوق العادلة، مستغلة دفاتر التحملات التي يغيب فيها حق الشغيلة في العدالة الأجرية والكرامة المهنية وشروط العمل اللائق.
واستنكرت النقابة الوطنية لعمال الوساطة الفوسفاطيين، في اجتماع لها يوم الأحد 08 أكتوبر 2023، تهرب إدارة المجمع الشريف للفوسفاط الواضح من تحمل مسؤوليتها الإجتماعية تجاه هذه الفئة التي وجدت نفسها أمام مصيرها وحيدة بين مطرقة إستغلال سماسرة اليد العاملة وسندان الفقر المدقع رغم مهامهم الاستراتيجية المتعلقة أساسا بالعملية الإنتاجية.
وأكدت النقابة، في بيان لها، على ضرورة تفعيل برنامج نضالي سنوي تصعيدي للوقوف في وجه مافيات المتاجرة في قوت مئات العائلات ومن يوفر لهم الظروف الملائمة لضرب حق الشغيلة الدستوري في الكرامة والعيش الكريم وللمطالبة بالحق العادل في الإدماج، داعية الرئيس المدير العام للمجمع الشريف للفوسفاط، مصطفى التراب ” إلى التفاعل الإيجابي مع المطالب العادلة والمشروعة لعمال الوساطة الفوسفاطيين ضحايا الإقصاء من الإدماج سنة 2011، ووضع حد لمعاناتهم الإجتماعية والمهنية بإدماجهم إسوة بإخوانهم عمال السميسي ريجي، ومسح وصمة العار من جبين مؤسسة رائدة بإستثماراتها المشرقة للوطن ورهاناتها الرائدة إقليميا ودوليا تحت القيادة الرشيدة للملك. محمد السادس”.
وحملت النقابة نفسها المسؤولية التامة لإدارة المجمع الشريف للفوسفاط لما ستؤول إليه الأوضاع من توتر شديد جراء دفعها بالشغيلة إلى المزيد من الاحتقان واستمرارها في إفساح المجال للشركات الربحية التي تتعمد فرض سياسة استغلالية تستهدف التفقير الممنهج والتجويع المستمر للعاملات والعمال وعائلاتهم. يطالب الإدارة العامة المحلية بالإسراع في تسوية ملف عمال الوساطة الفوسفاطيين ووقف تلاعب تجار اليد العاملة بالوضع الاجتماعي والمهني لعمال المهام الاستراتيجية المتعلقة أساساً بالعملية الإنتاجية”.
كما نبه البيان الإدارة إلى ضرورة الإسراع في تبني برنامج استعجالي يهم الزيادة في الأجور والعمل بعقود عمل نموذجية تتماشى وخصوصية المهن الأساسية التي يزاولها عمال الوساطة الفوسفاطيين كسياقة الآليات بمختلف أصنافها والأمن الصناعي والتنظيف الصناعي.
واستهجن البيان ذاته عدم الأخذ بعين الاعتبار تخبط العمال في المظاهر الإجتماعية والاقتصادية حيث لم يكادوا يفيقون من تداعيات أزمة كورونا والقرارات الجائرة التي عقبتها من توقيفات وخفض ساعات العمل، حتى دخلوا في دوامة التضخم وارتفاع الأسعار وانهيار مستوى العيش في ظل تدني شديد في أجورهم، مسجلا شجبه الممارسات التسلطية التي ينهجها مسؤولو الشركات تجاه عاملات الوساطة الشريفات بمختلف الأوراش من خلال ترهيبهن وتهديدهن باستمرار بالطرد والتشريد بمجرد المطالبة بحقوقهن البسيطة المتعلقة بوسائل حفظ الصحة والسلامة والأجور وساعات العمل.