خريبكة: جامعيون ومهتمون يقاربون دروس وعبر المقاومة المغربية

نورالدين ثلاج من خريبكة

قارب أكاديميون وأساتذة جامعيون ومهتمون الدروس والعبر المستخلصة من ذكرى المقاومة الوطنية بمدرج الندوات بالكلية المتعددة التخصصات بخرببكة، الأربعاء 17 نونبر الجاري.

واستهلت الندوة، التي حملت شعار “المقاومة الوطنية: ذكرى ملاحم ودروس وعبر”، بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، والاستماع للنشيد الوطني المغربي، ثم عرض شريط مؤثر يوثق بالصوت والصورة أحداث مقاومة أبناء المنطقة، خاصة مدينة وادي زم ضد المحتل الفرنسي، تلتهم كلمة عميد الكلية، خالد مهدي، التي تناولت ضرورة الالتزام الجاد والمسؤول والانْخراط من لدن الجميع في الذكريات الوطنية كلها، مستحضرا تضحيات المقاومين المغاربة في فترة الحماية، ومناسبة لاستخلاص الدروس والعبر؛ وكذا تشبثهم الوثيق بالملوك العلويين والعرش المجيد، وهو الارتباط الذي جسدته ثورة الملك والشعب، التي أنهت عهد الاستعمار بعيد استقلال يخلد المغاربة قاطبة ذكراه يوم 18 نونبر من كل سنة.

أما النائب الإقليمي للمندوبيَّة الإقليميَّة السَّامية لقدمَاء المقاومين وأعضاءِ جيش التحرير، محمد سعيدون، فقد تحدث عن التاريخ المجيد للمقاومة المغربية الباسلة، مذكرا بكثير من محطات المقاومة، وبطولات أبناء هذه المنطقة (خاصة مدينة وادي زم) ، الذين أبلوا البلاء وبذلوا الغالي والنفيس من أجل الذوذ عن حوزة الوطن.

وعنون الدكتور خالد أوعسو، أستاذ التاريخ بكلية الآداب بنمسيك الدار البيضاء، مشاركته بـ”المغرب الراهن من مكسب الاستقلال إلى البناء الوطني”، شدد من خلالها على ضرورة قراءة فترة الحماية الفرنسية للمغرب في ضوء التحولات البنيوية، التي عرفتها أوروبا التي انسخلت من سنوات الظلام التي كانت ترزح تحتها، وكذا تعامل سلطات الحماية الفرنسية حيال المغرب بعقلية تروم تحديث البنيات الذهنية للمغرب من التقليد إلى الحداثة، مع يعترض هذا التوجه بسبب مقاومة ما هو تلقيدي الرافض للتحديث، موجها الدعوة إلى بناء مغرب حديث.

أما الدكتور الشرقي نصراوي، أستاذ السيميائيات وتحليل الخطاب بالكلية متعددة التخصصات فقد أكد في مداخلته المعنونة بـ”ملامح وملاحم قراءة جديدة لذكرى عيد الاستقلال”، على الدور المهم الذي يقوم به الأستاذ الجامعي المغربي، الذي لم يعد يقتصر فقط على الدروس والتأطير والانتاج العلمي، وإنما أيضا على المنافحة عن الوطن عبر مختلف المنابر الإعلامية والمحافل الدولية.

كما ذكر الشرقي نصراوي بأهم محطات الاستقلال الوطني الخالد، موظفا أسلوبا أنيقا، حلاه بقصيدة شعرية مرتجلة يمدح فيها هذه الذكرى الوطنية والمقاومين الأماجد.

بعد ذلك، جاء دور الأستاذ محمد مرشيش، الذي وسم مداخلة بـ”المقاومة المغربية: محطات بارزة من نضال الشعب المغربي من أجل الحرية والاستقلال”، استحضر فيها مجموعة من المحطات الأساسية في تاريخ الكفاح الوطني، خاصة تاريخ مقاومة أبناء مدينة خريبكة ضد المحتل الفرنسي، وانْخراطهم في الهبة الشعبية الوارفة في سبيل الاستقلال والتحرر.

واختتمت الندوة، التي سيرها الدكتور والأستاذ بكلية خريبكة عمو عسو، بكلمات وشهادات حية ومؤثرة للمقاومة خدوج السليماني، باحت من خلالها بأحداث عاشتها سنوات الاستعمار، وما نتج عنه من ملاحقات وسجن وتعذيب، حيث تم تكريم هذه المرأة المغربية المقاومة من طرف عميد الكلية متعددة التخصصات، والنائب الإقليمي المندوبيَّة الإقليميَّة السَّامية لقدمَاء المقاومين وأعضاءِ جيش التحرير.

Exit mobile version