خريبكة: جامعيون وحقوقيون يلامسون علاقة الوطنية بالصحراء المغربية

نورالدين ثلاج من خريبكة

لامس جامعيون وحقوقيون ومختصون علاقة الوطنية بالصحراء المغربية، في إطار  القافلة الوطنية للصحراء المغربية التي حلت، في محطتها الثانية عشر، بسجن خريبكة المحلي، الخميس 16 شتنبر الجاري، للتعريف بالقضية الوطنية لدى نزلاء المؤسسات السجنية، وذلك تحت شعار:” القضية الوطنية انتماء واعتزاز”.

وقد عرفت محطة خريبكة تنظيم ندوة لمقاربة مفهوم المواطنة والوطنية وآليات ترسيخهما في نفوس الأجيال الصاعدة ومن بينهم نزلاء المؤسسات السجنية، حيث حاول أكاديميون وجامعيون وحقوقيون ملامسة العلاقة بين الوطنية كقيمة فطرية والمواطنة كقيمة مكتسبة تعمل الأسرة، المدرسة، الإعلام….على زرعها في نفوس النشء، وتربيته على قيم المواطنة الحقة، والدفاع عن ثوابت ومن بينها الوحدة الترابية.

وتنوعت مداخلات المشاركين، التي نسق بينها الصحافي والطالب الباحث، خالد التايب، بين الأدبي، التاريخي، الحقوقي، الديني، السياسي، حيث تطرق هشام الراضي، عن اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة بني ملال خنيفرة، للفرق بين مفهومي الوطنية والمواطنة، مشددا على أن الوطنية تولد مع الإنسان ويتم التعبير عنها بشكل فطري وعفوي كونها تتعلق بالوجدان والشعور لدى الإنسان دونما حاجة لتدخل الغير، فيما تبقى المواطنة قيمة مكتسبة؛ تلعب فيها الأسرة، المدرسة، الإعلام، المسجد…دورا كبيرا وأساسيا في غرسها في نفوس النشء حتى يكون إيجابيا تجاه وطنه ودينه ومجتمعه، منافحا عن ثوابت الأمة، ومواجهة الأخطار التي تحدق بها.

أما الدكتور الشرقي نصراوي، الأستاذ بكلية خريبكة المتعددة التخصصات، فقد قارب مفهومي المواطنة والوطنية من منطلق أدبي روائي، متناولا رواية “كان وأخواتها” للروائي المغربي عبدالقادر الشاوي، الذي تحدث فيها عن فترة قضاها خلف القضبان، وما عاشه من وطنية وحب الوطن من خلال ما سجله لدى السجناء من فرحة واعتزاز بفوز المنتخب المغربي على الكاميرون، منهيا مداخلته بتوجيه رسالة لنزلاء المؤسسة السجنية بأن ينظروا للسجن مكانا للإبداع والأمل بدل مكان للعقاب والعذاب.

من جهته لامس عضو المجلس العلمي المحلي بخريبكة، محمد حسني، الوطنية والمواطنة من منظور ديني، من خلال تذكير الحاضرين بقصة النبي محمد صلى الله عليه وسلم يوم طرده قومه من مكة، حيث خرج منها مرغما، وهو القدوة الحسنة للمسلمين، حيث لم يتغير حبه لوطنه رغم طرده منها.

وتطرق الأستاذ محمد حسني لعلاقة الإيمان بالأوطان، مشيرا إلى دور المدرسة والأسرة وكل المتدخلين في ترسيخ هذه القيم، ودفع النشء على التمسك بثوابته التي لا محيد عنها، داعيا إلى التمسك بتعاليم الدين وترسيخ حب الوطن والدفاع عن ترابه، وأن لا مواطنة بدون وطنية.

فيما تناول محمد مرشيش، ممثل المندوبية الإقليمية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير، مسار المسيرة الخضراء المظفرة، منطلقا من السياقات والأسباب إلى التخطيط والتنظيم والتنفيذ، منتهيا بالنتائج التي ساهمت في صنع جبهة البوليساريو الانفصالية من طرف الجارة الشرقية الجزائر.

أما الدكتور عزيز خمريش، أستاذ بكلية العلوم القانونية والاقتصادية بسطات، مسار القضية الوطنية بين الشرعية والمشروعية، من خلال حفريات في ذاكرة الصراع الجزائري المغربي، والأسباب السيكولوجية والسياسية والقانونية التي فبركت هذه القضية، وصولا إلى طرح الحكم الذاتي.

Exit mobile version