جبير مجاهد-المقال المغربي
شهدت السينما المغربية في السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا، إن على مستوى الإنتاج، حيث ارتفع عدد الأفلام الطويلة والقصيرة المنتجة سنويًا، أو على المستوى المواضيع التي أضحت تشهد تنوعا وجرأة أكثر، عبر مناقشة مواضيع اجتماعية حساسة، أو على مستوى التتويج بعد حصول الأفلام المغربية على جوائز عالمية.
غير أن التميز المغربي لم يقف عند هذا الحد، بل تجاوز ذلك إلى حضور الغرب الوازن في مختلف المحافل والمهرجانات، مثل برلين وكان وآنسي، خاصة خلال السنتين الأخيرتين، اللتين تميزتا بتشكل توجه جديد داخل أروقة المركز السينمائي المغربي، بقيادة المدير الحالي عبد العزيز البوجدايني. توجه يحمل ملامح رؤية أكثر انفتاحًا وواقعية في التعامل مع متغيرات الصناعة السينمائية محليًا ودوليًا. هذه الرؤية، وإن كانت ما تزال في بدايتها، فقد أعادت بعضًا من الثقة التي كانت مفقودة بين المؤسسة والمهنيين، ووضعت أسسًا لمرحلة واعدة.
وهكذا تجاوزت السينما المغربية، ذلك الحضور التقليدي عبر الأفلام، إلى حضور الوفود المهنية المدروسة، والمشاركات المؤسسية التي تعكس إرادة سياسية وثقافية لتثبيت موقع المغرب في الخريطة العالمية للإبداع السينمائي، خاصة في مجالات واعدة كـسينما التحريك والإنتاج المشترك.
وفي هذا الإطار، كان لمشاركة المغرب الأخيرة في مهرجان آنسي الدولي لسينما التحريك وقع خاص، حيث حضر وفد مغربي مهني تحت إشراف المركز السينمائي المغربي وبقيادة مباشرة من عبد العزيز البوجدايني.
وقد أثنى العديد من الفاعلين في المجال على هذا الحضور المكثف والمنظم، معتبرين إياه نتيجة مباشرة للتوجه الجديد الذي تبنّته المؤسسة خلال السنتين الأخيرتين.
وفي هذا السياق أكد رئيس الغرفة المغربية لمنتجي الأفلام، السيد الحسين حنين، أن هذا الحضور يجسد توجها جديدا للسينما المغربية، والقائمين عليها، معبرا عن أمله في أن يحافظ المركز السينمائي المغربي على هذا التوجه الإيجابي، بقيادة المدير الحالي عبد العزيز البوجدايني، من أجل تعزيز حضور السينما المغربية في أكبر المحافل الدولية، والتعريف بها وبمقوماتها الفنية والبشرية التي تخول له لعب أدوار كبرى في المشهد السينمائي العالمي.
فما تحقق في السنتين الأخيرتين، يمكن اعتباره قاعدة يمكن البناء عليها، شرط أن تتحول هذه الرؤية إلى سياسة مؤسساتية دائمة تتجاوز الأسماء، وتؤمن بأن الاستثمار في السينما هو استثمار في الهوية، والثقافة، والدبلوماسية الناعمة.