حصار مجمع الفوسفاط…

نورالدين ثلاج- المقال المغربي

تعيش عدة مساكن بعدد من القرى والمدن الفوسفاطية بإقليم خريبكة حصارا فوسفاطيا، ضربه المجمع الشريف للفوسفاط، لإجبار السكان على بيع أراضيهم بسعر هزيل، وتوديع أرض الآباء والأجداد، مسلمين بمصير مجهول.

وتعددت وسائل الحصار الذي يعيش تحت وطأته سكان القرى والمناطق الفوسفاطية، من غبار متناثر بشكل مستمر يوميا، خاصة الساكنة المجاورة لمنشئات التنشيف، والناقل المطاطي، حيث الغبار متراكم على السقوف، ومنتشر بالهواء، مما يعرض الإنسان والحيوان لأمراض عديدة، علاوة على الضجيج الذي يقض مضجع الساكنة، ويقلق راحتها، ويؤثر على تركيز أبنائها وتحصيلهم الدراسي.

إن هذا الحصار الفوسفاطي تنوعت أشكاله وتعددت انعكاساته، بعدما تسببت الانفجارات في نشفق جدران المنازل، وأصبح انهيارها وشيكا، وأضحت حياة قاطنيها مهددة في كل لحظة وحين، دون نسيان الحجرات الدراسية التي تتحرك أرضيتها تحت أرجل المتعلمين والمتعلمات، وتزرع في نفوسهم الرعب والهلع، وتهدد حياتهم بشكل يومي، متوجسين من وقوع سقوف الحجرات فوقهم يوما ما.

تشكل الأحواض المليئة بمياه غسل الفوسفاط خطرا كبيرا على حياة الإنسان والحيوان والنبات، لما تحويه من مواد سامة تتسرب إلى الآبار وتلوثها، مما يؤدي إلى غلق الآبار واستنجاد مياه صهاريج المجمع التي تأتي أحيانا تغيب أحايين أخرى، فيتهدد الساكنة العطش خاصة في فصل الصيف، إضافة إلى تسمم الماشية بفعل الكلإ الذي يسقى بمياه الأحواض، والمياه الملوثة، حيث يصبح الحصار من كل الاتجاهات؛ سماء بها غبار، وأرض جوفها مياه ملوثة، وأحواض مائية وانفجارات في كل الاتجاهات.

ويعتبر انعدام فرص الشغل وامتصاص بطالة شباب المناطق الفوسفاطية حصارا من نوع خاص، حيث تاه الشباب بين العطالة والإقصاء والتهميش، وغياب مسؤولين يغارون على المنطقة، فارتموا في أحضان مراكب الموت، منهم من حالفه الحظ، ومنهم من التهمه الحوت في عرض البحر أو عاد محمولا على الأكتاف، ومنهم من يقبع بالسجون الليبية أو الجزائرية ينتظر الفرج.

Exit mobile version