”جنون” أسعار الغنم …ظاهرة عامة وأسباب مختلفة

بوعزة حباباش _ المقال المغربي

لم يعد ارتفاع سعر اللحوم الحمراء ظاهرة خاصة بالاقليم فقط، بل انتشرت ازمة الغلاء الى صفوف المهنيين من الجزارة والكسابة، حتى صار الجميع يتحدث بتذمر كبير حول ظاهرة جنون اثمنة “النعجة” وعن أسباب هذه الظاهرة.

قامت جريدة المقال المغربي بجولة في السوق الأسبوعي لأجلموس، كأكبر سوق للمواشي يشهد حركية كبيرة على المستوى الوطني، والتقت بالعديد من الباعة والكسابة من مربي الأغنام الفلاحين، أبناء المنطقة والوافدين، حيث اشتكى الجميع، مؤكدين أن أسعار ”النعجة” جنونية تجاوزت المليون سنتيم لسلالة “الصردي”، فيما تتراوح أسعار الأخرى المعروفة بالمنطقة سلالة “تيمحضيت” بين سبعة وثمانية آلاف درهم.

أين الوزارة الوصية؟

م.ج طالب بالتدخل الفوري لوزارة الفلاحة الوصية على القطاع لضبط خالة الانفجار في الأسعار في سوق الغنم، مؤكدا أنه يجب على الجهات المسؤولة في الدولة مراقبة ارتفاع الأسعار أن يكون دروها واقعيا وميدانيا، يلامس حياة الناس اليومية وروتينهم المعيشي، ولا يجب أن يترك الأمر هكذا حتى صار بعض الناس غير قادرين على اقتناء ربع كيلو من اللحوم إفلاتا من لهيب الأسعار.

الأسعار ملتهبة

ب.ع وضع الأسعار الملتهب بسوق الأغنام بصفة عامة، لا يشمل فقط ”النعجة” منها، بل تلتهب أسعار الأغنام بصفة عامة، الأمر الذي يؤثر على القدرة الشرائية للمواطن، وإذا كانت الرؤوس المعروضة للبيع أقل عددا بالرجوع لقانون البيع والشراء، وبالتالي ارتفاع أسعارها، مما يتطلب تدخل الدولة لإيجاد حل عاجل للأزمة، وأن لا تقتصر تدخلاتها فقط عند اقتراب عيد الأضحى، فلماذا لا تفكر في تمديد عمليات الاستيراد من الدول الأوروبية لتغطية الخصاص، إذا ما اقتنعنا أن السبب الحقيقي وراء هذا الغلاء هو قلة رؤوس الأغنام؟.

النعجة استعادت قيمتها الطبيعية

ج.ج فلاح وكساب ذو تجربة في الميدان تزيد عن عشرين سنة من الممارسة، قال بأن تخص الفلاح من النعجة في الوقت الماضي على مر سنين متواصلة قبل الوضع الحالي، بعدما كانت لا تتجاوز في ثمن بيعها بالسوق 150 درهما كأقصى سعر، ومع ارتفاع أثمنة الخرفان بدأت تسترجع النعاج قيمتها وهذا أمر صحي لتنمية تربية المواشي، خاصة وأن اعتماد الكساب على تربية النعجة يرفع من هامش ربحه الصافي في الخرفان، ويظل محتفظا بالخروف الأنثى لتلد له خرفانا، على عكس اقتناء خروف بأسعار مرتفعة واستهلاكه للأعلاف الغالية الثمن وبيعه بهامش ربح ضئيل، من ثم اصبحت قيمة النعجة، التي كان يتخلص منها الكساب بدون مقابل احيانا في السنوات الماضية، تستعيد مكانتها الطبيعية والتي من المفروض أن تبقى لأن تربية النعاج هو المفهوم الحقيقي لعمل الكساب والمستثمر في تربية المواشي.

Exit mobile version