“المندبة كبيرة والميت فار”…تدشين مستعجلات مستشفى خريبكة نموذجا

نورالدين ثلاج- المقال المغربي

إن المتتبعين للشأن المحلي بخريبكة ومدن وجماعات الإقليم لا يملكون إلا تشجيع كل مبادرة تروم تجويد الخدمات المقدمة للمواطن، والدفع بتحقيق المزيد في شتى المجالات والقطاعات، وعلى رأسها القطاع الصحي والتعليمي، وتوفير فرص شغل للشباب.

لكن أن يلزم المسؤولون الصمت ويديرون أظهرهم للتنمية بالإقليم طوال سنوات عديدة، حتى يفاجؤوننا بتدشينات حسب زعمهم، ويهللون لتدشين مصلحة المستعجلات بالمستشفى الإقليمي بمناسبة تخليد ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة، لعلهم يملؤون برنامجهم في مثل هذه المناسبات، بعدما عجزوا عن جلب استثمارات ومشاريع من شأنها النهوض بالإقليم اقتصاديا واجتماعيا، وتحقيق إقلاع تنموي، من خلاا تبني نهج تنموي يساهم في محاربة الهجرة السرية، ويحد من الجريمة وحالات الانتحار التي عرفت ارتفاعا مخيفا في السنوات الأخيرة بسبب تفشي البطالة، وانتشار جائحة كورونا…إلخ.

أن تقام الدنيا وتقعد لحدث تدشين مصلحة المستعجلات بالمستشفى الإقليمي، فإن الأمور توحي بأن التنمية المستدامة والتخطيط للإقلاع الاقتصادي والاجتماعي غابا عن مفكرة المسؤولين، حيث تجاوزتهم أقاليم مجاورة بسنوات ضوئية، فيما ظل الإقليم خارج اهتمام ممثليه بالجهة، بعدما قبلوا على أنفسهم لعب دور “الكومبارس”، وأن يتحولوا إلى أرقام تصلح للتفاوض ونيل امتيازات معنوية ومادية لأحزابهم، فضلا عن منتخبين لا يبادرون ولا يفاوضون مجمع الفوسفاط من أجل التشغيل وتوفير “كوطة” لأبناء المدن الفوسفاطية بشركات المناولة. هذا بالإضافة إلى غياب رؤية واضحة لدى المسؤول الأول بالإقليم من أجل تحقيق تنمية منشودة، مادامت ساكنة الإقليم تنتظر سنوات طوال ليزفَّ لها خبر تدشين مستعجلات طالتها إصلاحات، عوض إحداث مركز استشفائي يستجيب للتطلعات، أو الترافع من أجل مستشفى جامعي وكلية طب.

Exit mobile version