الحبيب ناصري يكتب: “الرواية والثقافة الشعبية”

الحبيب ناصري

عنوان المحاضرة القيمة التي قدمها مفكر السرديات، كما أحب أن أسميه، الدكتور سعيد يقطين. بكل صدق، كانت لحظة عالمة وعلمية ونابشة في قضية ثقافية نوعية. ويتعلق الأمر بالثقافة الشعبية، كمكون محلي هوياتي، سيضيع المجتمع، إن لم يتمكن من إعادة الاعتبار المؤسساتي، لهذا النوع من التعبير الشعبي البدوي الأصلي. بجانب هذا المحور، تم تقديم محور ثان ويتعلق الأمر، بكيفية تخصيب هذه الثقافة الشعبية للعمل الروائي، في أفق منحه جاذبيته ومحليته/جماليته. أمثلة عديدة قدمها الباحث الدكتور سعيد يقطين، ومن مرجعيات أدبية مختلفة من عالمنا العربي والغربي.

“فلكلرة”الثقافة الشعبية، وتفريغها من قيمتها المحلية والإنسانية، لأسباب متعددة، وربطها ب”الدونية” مقابل الثقافة العالمة، الخ، خلاصة جوهرية، من الممكن التوصل إليها، ونحن، نتابع المحور الأول لهذه المحاضرة. الابتعاد عن هذه الثقافة الشعبية، وعدم توظيفها في متوننا الروائية المغربية، كمثال، يجعلنا، لا نقبض على محلية سردية لها بعدها المحلي الجميل .

بجانب محاضرة الدكتور سعيد يقطين، قدم أيضا الدكتور الشرقي النصراوي، منسق ماستر تحليل الخطاب الأدبي بكلية خريبكة، والمضيف لضيفه الدكتور سعيد يقطين، صحبة طلبته بالكلية نفسها، مداخلة علمية غنية ومفيدة وتصب في نفس المحور.

وعلى الرغم، من كون الفترة الحالية، تتزامن مع نهاية الموسم الجامعي، والإعداد للامتحانات، الخ، فقد كان الحضور مكثفا ومتميزا. شكرا لكل المنظمين وعلى رأسهم الدكتور النصراوي، على جهدهم النوعي في التنظيم، وهو ما منحنا لحظة علمية جميلة، كان عريسها، بكل امتياز، الدكتور سعيد يقطين، صاحب المشروع العلمي/السردي والذي راكم فيه خبرة كمية ونوعية مفيدة لثقافتنا العربية .

كم كانت تلك اللحظة جميلة، وذات نبل واعتراف من الدكتور النصراوي، منظم هذا الحدث العلمي، حينما طلب من الجميع، بعد أن أكمل الدكتور سعيد يقطين محاضرته، الوقوف احتراما وإجلالا وتقديرا لهذا الرجل/العالم. لحظة جميلة أيضا عرفها اختتام هذا الحدث العلمي الجميل، حينما زغردت طالبة من الحاضرين، كعربون محبة وتقدير في حق هذا الباحث المغربي، والذي له بصمته العلمية على امتداد هذا الوطن العربي.

لابد من التذكير أيضا بكلمة نائب العميد، والذي افتتح هذا اللقاء العلمي، بكلمة أشاد فيها بكل الأنشطة العلمية التي يقدمها أساتذة شعبة الأدب اللغة والتواصل، وهو ما انعكس إيجابًا على مردودية الطلبة وسمعة الكلية ومحيطها ككل.

Exit mobile version