الباحث رشيد بلفقيه: مسرحية “الحلوف” ممتعة بشكل فريد

نورالدين ثلاج – المقال المغربي 

قدم الأستاذ والطالب الباحث في المسرح، رشيد بلفقيه، قراءة في مسرحية “الحلوف” التي قدمت فرقة الرواد بمسرح عفيفي، مساء الخميس 04 يناير 2024.

وقال رشيد بلفقيه:” تعرض مسرحية “الحلوف”، المقتبسة عن مسرحية الدب أو الجلف (the Bear) لأنطوان تشيخوف، قصة السيدة ” بوبوف” الأرملة التي تقرر عزل نفسها في بيتها لأشهر طويلة بعد وفاة زوجها “نيكولاي ميتشيلوفيتش”، منتقمة بوفائها المبالغ فيه من خياناته الكثيرة لها، مغلقة منافذ الحياة إليها، مؤمنة بأن حياتها قد انتهت بعد أن دفن زوجها في القبر ودفنت هي في البيت، مكتفية عن الناس جميعا بخادمها “لوكا”.

وتابع:” لكن، شخصا غريبا يقتحم عزلتها الاختيارية تلك، محطّما باب بيتها ليطالبها بما في ذمة زوجها الراحل من ديون، ليتحول صراعهما إلى حب، ذلك الحب الذي تسلل إلى عالمهما ليوحد المتناقضات وليجعل المرأة رمز الحب والوفاء والرقة، تقع في حب الجلف السكير “غريغوري سيميرنوف” الذي لم يتوان عن إهانتها وضرب خادمها، ثم تحول ذلك الجلف إلى عاشق مرهف، مستعد للتنازل عما جاء مطالبا به بعد أن سحرته تلك الأرملة بجمالها ورقتها”.

وزاد الباحث ذاته:” تجعل المسرحية المتلقي يتأمل حالة الصراع الظاهري بين الشخصيتين (مسز بوبوف وغريغوري) في مسارهما الدرامي، وكل واحدة منهما تسعى بما تخلقه من حجج لإثبات وجهة نظرها، وحماية معتقداتها التي خاضت تجارب متعدّدة لبنائها والإيمان بها، كما يعاين الصّراع الداخلي لكل واحدة منهما- أيضا- وهي تحاول أن تخفي مشاعرها التي تعرضت للتفكيك وإعادة التركيب بعد ذلك اللقاء غير المتوقع، والتي تشي بتحولات عميقة تعصف بدواخلها وبما كانت مقتنعة به، معيدة في مسارها الجديد إحياء مشاعر الأرملة وغرائزها الأنثوية التي ظنت أنها ماتت مع وفاة الزوج، وناقلة “الجلف” السكير، من عدو اقتحم البيت لاسترجاع ماله بالقوة، إلى محبّ لطيف مستعد لتقديم التنازلات بما فيها تناسي دينه وماله ذاك رغم حاجته الشديدة إليه، وهو ما يجعل من وضع الانتقال من حالة إلى نقيضها محور المسرحية، انتقال برز في بداية العرض بحالة الوفاء (المتطرف) التي قابلت بها الزوجة سيرة زوجها الخائن، قبل أن تقتنع بأن الحياة لا بد أن تستمر، وتقبل بذلك الضيف غير المتوقع زوجا ثانيا …”

وختم حديثه:”العرض ممتع بشكل فريد …”

Exit mobile version