إقليم خريبكة والماء: حكاية إصلاحات لا تنتهي مع ارتفاع درجات الحرارة

المقال المغربي من خريبكة 

كلما ارتفعت درجة الحرارة نسبيا بإقليم خريبكة، كلما بدأ فصل جديد من الحكايات التي بتنا نعرفها جميعًا، والتي تتكرر كالمعتاد: “إصلاح القناة الرئيسية التي تزود بالماء إقليم خريبكة”! نعم، إصلاحات لا تنتهي، إصلاحات كل أسبوع وأحيانًا كل يوم، ببلاغات ومن دون بلاغات، لكن الأسطوانة نفسها تنطلق لتبدأ معها معاناة الساكنة التي تتألم مرتين: مرة بسبب الحرارة، وأخرى بسبب انقطاع الماء.

فبمجرد أن ترتفع درجات الحرارة بهذا الإقليم تنطلق تبريرات مكتب “اللاماء” أو مكتب “العطش” في أشكال وأنواع الإصلاحات المرتبطة بقنوات المياه، وكأن الإقليم دخلتط في سباق مع الزمن لإعادة تأهيل شبكاته المتهالكة، وكأن هذا الموسم هو الوقت المثالي لتتوالى الأعطال المزعجة، وكأن سكان الإقليم أصبحوا جزءًا من اختبار لا ينتهي حول قدرته على التعامل مع أبسط مقومات الحياة اليومية.

ولكن ماذا يمكن أن نفعل؟ هل قدر سكان الإقليم أن يعيشوا في هذه الدوامة كل سنة، مع قرب انتهاء فصل الربيع ودخول الصيف؟ هل هذه هي السيناريوهات التي فرضت عليهم، حيث يصبح الماء مصدرًا للهموم والمشاكل أكثر من كونه نعمة؟ أم هل ينبغي عليهم أن يتعايشوا مع “إصلاحات الأعطال المفاجئة” التي لا تنتهي، والصعوبات التي تلاحقهم مع ارتفاع الحرارة؟

لا شك أن الأمر يحتاج إلى تفكير جدي من قبل المسؤولين، فإصلاحات المياه لم تعد مجرد مشكلة تقنية، بل أصبحت روتينا من الحياة اليومية للسكان

ووسط هذا الوضع، قد يصبح الهروب من الإقليم خيارًا لا مفر منه، لا سيما إذا استمرت هذه المعاناة، ليس فقط في فترات الصيف الحارقة، بل على مدار السنة.

وسبق للنائب البرلماني عن دائرة خريبكة، محمد حوجر، أن وجه سؤالا شفهيا  لوزير التجهيز والماء، حول استمرارية ضمان الأمن المائي بالمدن المغربية، وذلك خلال الجلسة العمومية للأسئلة الشفوية المنعقدة يوم الاثنين 21 ابريل 2025، حيث يستعد المغاربة لاستقبال فصل الصيف، وازدياد الحاجة للماء، لكن استمرار الوضع بإقليم خريبكة يدفع السكان إلى إعادة التفكير في دعوة أقاربهم إلى زيارتهم، فما عاد الإقليم تلك الوجهة التي يتوق الزوار إليها، بل اصبح منكوبا بسبب التهميش وانقطاع الماء المتكرر بسبب الإصلاحات التي لا تنتهي…..

Exit mobile version