إقليم خريبكة…ثروة فوسفاطية تدفع الشباب إلى ركوب قوارب الموت

بقلم ياسين شريحي 

قد تسمع وانت في إحدى المدن المغربية أن إقليم خريبكة يعيش في رخاء لما يتوفر عليه من ثروات باطنية كونه يلقب ب” عاصمة الفوسفاط العالمية”، ويوجد بباطنه أكبر احتياطي للذهب الأبيض في العالم، لكن الواقع غير ذلك، حيث الفقر، البطالة، التهميش والإقصاء، وشباب يركب قوارب الموت للبحث عن مستقبل اخر وغد أفضل بالقارة العجوز.

واضطرت سياسة اللامبالاة، وغياب فرص للشغل، وسياسة تنموية حقيقية منذ عقود، شباب الإقليم إلى الهجرة الشرعية وغير الشرعية بحثا عن أفق جديد ولقمة عيش لم تضمنها لهم أرض غنية بثروتها الفوسفاطية، وكذا اعتماد المجمع الشريف للفوسفاط نظام المناولة بدل توظيف أبناء المنطقة بشكل مباشر، الأمر الذي يزيد من تفاقم الوضع وتمدد البطالة كل سنة.

وقال الفاعل الجمعوي “ن.ن” إن سياسة الآذان الصماء التي ينهجها مجمع الفوسفاط والسلطات الإقليمية لا تزيد الوضع إلا احتقانا وتأزما، حيث تتعسف شركات المناولة على شباب المنطقة، وتلتهم حقوقهم أمام صمت مسؤولي المجمع، فضلا عن انتهاج السلطات الإقليمية مقاربة أمنية عوض تشجيع الاستثمارات التي من شأنها امتصاص البطالة، والحد من الهجرة محو المجهول.

وحذر المتحدث ذاته من تكرار سيناريو سنة 2011، بعدما اعتصم شباب خريبكة والقرى والمدن الفوسفاطية أمام إدارة المجمع الشريف للفوسفاط من أجل التشغيل، حيث تحولت المعتصمات إلى مواجهات مع القوات العمومية، وانتهت بتشغيل البعض، والزج بآخرين بالسجن، فيما لازال 800 شخص من برنامج “سكيلز”، ينتظرون دورهم في التشغيل.

وكان لجائحة كورونا الدور الكبير في هجرة شباب الإقليم، منهم من بلغ وجهته، ومنهم من ابتلعه الحوت، وآخرون اعتقلوا بسجون الجزائر وليبيا، فتعذبوا بالقهر والمعاملةالسيئة، وأثقلوا كاهل عائلاتهم بطلباتهم المالية التي لا تتوقف، حيث تتناسل الأخبار يوميا عن غرق قوارب الهجرة، فيعم الحزن والأسى، وتُكلمُ القلوب برحيل فلذات الأكباد، دون أن يحرك الحال قلوب من يدبرون شؤون الإقليم، ويبحثون عن بدائل للتقليل من شبح البطالة.

مقال رأي للكاتب ياسين شريحي

Exit mobile version